الأمن الأردني يواصل عمليته في السلط ويلاحق مشتبهاً بهم بتفجير الفحيص

عمّان

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
12 اغسطس 2018
3BD19EEB-490C-4C1A-AB45-EC4A9673DC05
+ الخط -
تواصلت، اليوم الأحد، عملية قوات الأمن الأردنية، في منطقة نقب الدبور شمالي مدينة السلط مركز محافظة البلقاء، غربي العاصمة عمان، لملاحقة "خليّة إرهابيّة"، بعد الاشتباه في تورّطها في تفجير الفحيص الذي وقع مساء الجمعة، وقد أسفرت العملية، حتى الآن، عن القبض على خمسة أشخاص ومقتل ثلاثة مشتبه فيهم، بينما خسرت قوات الأمن أربعة من عناصرها.

من جهته، أكد الملك الأردني عبد الله الثاني وقوف الجميع في البلاد ضد "الفكر الظلامي"، وأن "لا تردد في محاربة الفكر الإرهابي".

العملية الأمنية متواصلة

وقالت وزيرة الإعلام، والمتحدثة الرسمية باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، فجر اليوم

الأحد، إنّ العمليّة الأمنيّة في مدينة السلط دخلت مرحلة ثانية للسيطرة على الموقع، والتأكُّد من عدم وجود مدنيين مهدّدين من جانب المشتبه بهم، مشيرة إلى ارتفاع عدد "الإرهابيين" الذين تمّ إلقاء القبض عليهم خلال العملية إلى خمسة، موضحة أن عمليّات البحث والتمشيط التي أجرتها القوّة الأمنيّة المشتركة في مدينة السلط، صباح الأحد، كشفت عن وجود ثلاث جثث لإرهابيين تحت أنقاض المبنى المنهار.

وأضافت أنّ المرحلة الثانية من عمليّة المداهمة الأمنيّة في السلط أسفرت عن إنقاذ أحد ضباط الأجهزة الأمنيّة وهو على قيد الحياة وحالته حرجة، مشيرة إلى أنّ "العملية لا تزال مستمرّة وبخطوات مدروسة، للتأكد من عدم وجود مدنيين مهددين من قبل المشتبه بهم".

ولفتت غنيمات إلى أنّه يتوقع سماع أصوات دويّ في موقع المداهمة نتيجة تطهيره من المتفجرات، مشددة على ضرورة ابتعاد المواطنين عن موقع المداهمة.

وأكدت ارتفاع عدد وفيات عملية المداهمة في السلط إلى ثلاثة عناصر من الأجهزة الأمنية، فيما أعلنت لاحقاً مصادر طبية عن وفاة رابع. 
وأضافت أنّ عمليّات التمشيط لا تزال مستمرّة، وأنّ جهود الأجهزة الأمنيّة المختصّة متواصلة لحين الانتهاء الكامل.

وكانت غنيمات قد أعلنت، مساء السبت، أنّ قوة مشتركة من الأجهزة الأمنيّة، تحرّكت إلى مدينة السلط لإلقاء القبض على المشتبه بتورّطهم في تفجير الفحيص، من دون أن تشير إلى إذا ما عُرف عدد هؤلاء.

ولفتت إلى أنّ المشتبه بهم رفضوا تسليم أنفسهم، وبادروا إلى إطلاق نار كثيف تجاه القوّة الأمنيّة المشتركة، وقاموا بتفجير المبنى الذي يتحصّنون فيه، وكانوا قد قاموا بتفخيخه في وقت سابق، ما أدّى إلى انهيار أجزاء منه خلال عمليّة المداهمة.

وكانت مركبة درك قد انفجرت مساء الجمعة، خارج منطقة مهرجان الفحيص، التي تبعد حوالي 13 كيلومتراً غربي العاصمة الأردنية عمّان، ما أدى إلى مقتل رقيب، وإصابة 6 عناصر أمن.

وكشفت وزارة الداخلية الأردنية، السبت، عن أنّ انفجار الفحيص كان ناتجاً عن عبوة ناسفة بدائية الصنع زُرعت أسفل موقع اصطفاف الدورية، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.



من جانبها، نقلت إذاعة القوات المسلحة، عبر موقعها الإلكتروني، عن مصادر أمنية قولها إنّ جميع أعضاء الخلية المشتبه بهم يحملون الجنسية الأردنية، مشيرة إلى أنّ "تفجير الفحيص كان جزءاً من مخطط أعضاء الخلية الذين كانوا يترقبون وقوع ضرر أكبر مما حصل"، بحسب المصادر.

وكشفت المصادر أنّ "الخلية كانت مزوّدة بالعتاد والأسلحة المختلفة، من قنابل ومتفجرات ناسفة، وقامت بتحصين نفسها لأي مواجهة محتملة".

وتابعت أنّه "مع بدء نفاد الذخيرة الحية بعد إطلاق رصاص كثيف من قبل الخلية، وتحت وقع الحصار الذي فرضته القوة الأمنية، وشعور أعضائها أنّه لا مفرّ من المواجهة المباشرة، استخدم هؤلاء عبوة ناسفة لتفجير العمارة، الأمر الذي أوقع شهداء من الأجهزة الأمنية جراء تفجير الإرهابيين للمبنى، فضلاً عن تعرّض بعضهم لإصابات خلال تبادل إطلاق النار"، وفق المصادر.

وأُصيب 20 شخصاً بينهم تسعة مدنيين، خلال العملية الأمنية في السلط، مساء السبت، بعد وقوع التفجير داخل المبنى خلال المداهمة، وتم نقل المصابين إلى مستشفى السلط الحكومي، قبل أن يتم لاحقاً نقلهم إلى مركز الخدمات الطبية الملكية.

وأشارت المصادر إلى أنّ بعض الإصابات حرجة، بسبب الإصابة المباشرة بالأعيرة النارية من منطقة قريبة، في حين أنّ بعض الإصابات الأخرى طفيفة.

وتجمهر عدد من المواطنين أمام قسم الطوارئ في مستشفى السلط الحكومي للتبرع بالدم، بعد وصول عدد من الإصابات من موقع المداهمة الأمنية في نقب الدبور، ومناشدة مستشفى السلط المواطنين التبرع بالدم لإغاثة المصابين.



وتقوم "خليّة أزمة" رسميّة، تضم رئيس الوزراء عمر الرزّاز، ووزير الداخلية سمير مبيضين، ووزيرة الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات، ورئيس هيئة الأركان المشتركة محمود فريحات، ومدير المخابرات العامة عدنان الجندي، ومدير الأمن العام فاضل الحمود، ومدير عام الدرك حسين الحواتمة، ومدير عام الدفاع المدني مصطفى البزايعة، بمتابعة كافة تفاصيل العملية الأمنية في السلط.

وأعلنت الأجهزة الأمنية رفع حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى، وسط استمرار عمليات المداهمة في مدينة السلط، كما جرى استدعاء عدد من المديريات لإتمام المداهمة، وإلقاء القبض على المتشبه بهم.

ودعت رئاسة الوزراء إلى عدم تداول الشائعات والأخبار المغلوطة فيما يتعلّق بالعملية الأمنية في السلط، لما قد يكون له من أثر سلبي على العملية.


يُشار إلى أنّ حالة التأهب القصوى أُعلنت في صفوف قوات الأمن الأردني، منذ بداية العام، بعد تحذيرات من احتمال أن يشنّ عناصر في تنظيم "داعش" الإرهابي هجمات، بعد خسارة التنظيم معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في سورية والعراق.

والأردن عضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، ويقدم له دعماً عسكرياً ولوجيستياً واستخبارياً.


عبد الله الثاني: سنحارب الإرهابيين

من جهته، أكد الملك عبد الله الثاني، اليوم الأحد، ضرورة "أن نقف جميعاً ضد الفكر الظلامي، ولا مكان للتردد في محاربة آفة الإرهاب، لأن ذلك يمس حاضرنا ومستقبلنا"، وذلك خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس السياسات الوطني اليوم الأحد، لمتابعة حيثيات العمل الإرهابي الذي استهدف دورية مشتركة لقوات الدرك والأمن العام في مدينة الفحيص والمداهمة لموقع الخلية الإرهابية المتورطة في مدينة السلط، ونتج عنهما مقتل عدد من منتسبي الأجهزة الأمنية.

وأضاف عبد الله الثاني "أننا سنحاسب كل من سوّلت له نفسه المساس بأمن الأردن وسلامة مواطنيه، وسنقاتل الخوارج ونضربهم بلا رحمة وبكل قوة وحزم".

وقال إن "هذا العمل الإجرامي الجبان يذكرنا دائماً بأن بلدنا مستهدف من الظلاميين الذين يريدون الشر بنا جميعاً"، مضيفاً أن هدفنا دائماً كسر شوكة الإرهاب ودحره ولن نحيد عن هذا الهدف رغم التضحيات.

وأكد الملك خلال الاجتماع، أن "الأردن سيبقى عصياً منيعاً على الإرهاب والإرهابيين بتماسك الأردنيين ويقظة نشامى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية".

دلالات

ذات صلة

الصورة
عملية إطلاق نار في البحر الميت 18/10/2024 (إكس)

سياسة

أصيب جنديان إسرائيليان، اليوم الجمعة، في عملية إطلاق نار جنوب البحر الميت نفذها مسلحون تسللوا من الأردن بحسب ما أعلنه جيش الاحتلال، الأمر الذي نفته عمّان.
الصورة
مسيرة في رام الله منددة باغتيال حسن نصر الله (العربي الجديد)

سياسة

خرج المئات من الفلسطينيين والأردنيين، مساء السبت، بتظاهرتين، الأولى في رام الله والثانية في العاصمة عمّان، وذلك تنديداً باغتيال حسن نصر الله.
الصورة
تشييع جثمان الشهيد ماهر الجازي في معان، 17 9 2024 (العربي الجديد)

سياسة

شارك آلاف الأردنيين في محافظة معان جنوبي الأردن، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، بمراسم تشييع الشهيد ماهر الجازي منفذ عملية معبر الكرامة، في وقت سابق هذا الشهر.
الصورة
من موقع عملية إطلاق النار على معبر الكرامة / 8 سبتمبر 2024 (إكس)

سياسة

قتل ثلاثة إسرائيليين، اليوم الأحد، بعملية إطلاق نار نفذها سائق شاحنة أردني على معبر الكرامة الحدودي مع الأردن، شرقي الضفة الغربية.