وقال المتحدث باسم غرفة عمليات الطوارئ بسلاح الجو، والقيادي البارز بقوات "البنيان المرصوص"، محمد قنونو، إنّ "سلاح الجو لم يتوقف عن تنفيذ طلعات جوية استطلاعية، منذ الإثنين الماضي، وحتى صباح الأربعاء، في ضواحي مناطق جنوب مصراتة وبني وليد وزليتن ومسلاته وترهونة، لرصد أي تحرك لفلول داعش".
وأشار قنونو، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "الطلعات تتّم بتنسيق مع القوات على الأرض"، نافياً أن "تكون تلك القوات قد خاضت أي قتال حتى الآن".
وأوضح المتحدث العسكري، أنّ "البنيان المرصوص انخرطت بنسبة كبيرة في هذه العملية بهدف ملاحقة فلول داعش المتواجدة في هذه المناطق، وفي السلاسل الجبلية هناك، والتي تكفل لها التحرك بحرية تامة".
في المقابل، رأى الخبير العسكري الليبي، محيي الدين زكري، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "أسباب إطلاق العملية سياسية ولا تتعلق بالجانب الأمني"، موضحاً أنّ "رئيس حكومة الوفاق فائز السراج ومستشاريه، ومن يقف داعماً له، أرادوا من خلال هذه العملية احتواء قوات البنيان المرصوص، التي عارضت مشاركته بلقاءات القاهرة، لتوحيد قواته مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر".
وأشار الخبير العسكري إلى الوقت الذي أعلنت فيه العملية، موضحاً أنها تتزامن مع توقف لقاءات القاهرة التي منيت بالفشل.
وعارضت قيادات بارزة وضابط في "البنيان المرصوص"، الشهر الماضي، لقاءات القاهرة الرامية لتوحيد قوات حفتر مع قوات السراج ضمن ما عرف بعملية "توحيد الجيش".
وفي هذا الصدد، تساءل الدين زكري "هل أراد السراج العودة لحلفائه السابقين في البنيان المرصوص بعدما فشل في التقارب مع حفتر، أم أنه يعمل على احتوائهم في عملية جديدة، للتحكم في سبل القيادة والسيطرة على أكبر عدد منهم لدمجهم ضمن مخطط القاهرة"، مشدداً على أنّ "العملية سياسية بامتياز".
واستدرك متسائلاً "لماذا أعلن عن إطلاق العملية فقط في مناطق سيطرة البنيان المرصوص، ولم تشمل العملية وسط الجنوب، حيث يتحرك داعش بحرية وله وجود أكثر ظهوراً".
وعن سير العملية، ذكر زكري أنّ "العملية ستتخللها ضربات جوية وبعض المعارك على الأرض لكنها بالقطع إعادة تدوير لعملية البنيان المرصوص وإعادة تفكيكها وتكوينها للتحكم فيها"، لافتاً إلى أنّ "قوات البنيان المرصوص بعد أكثر من عام على توقف عملياتها في سرت بدت أكثر تفككاً وتباعداً، لكنها في الوقت ذاته، تشكل عامل إزعاج وتهديد للسراج، إذا بقيت من دون إدارة".
وتابع زكري أنّ "جزءاً من هذه القوة بدأت عملية إلهائها في مناوشات جنوب طرابلس، وتحديداً في منطقة وادي الربيع، إذ اشتبكت قوة اللواء السابع مع قوة كتيبة ثوار طرابلس التابعة للسراج على بعض المواقع لتثبيت بقائها في المنطقة"، مرجحاً "بدء عملية تفكيك البنيان المرصوص".
من جهة ثانية، لفت الخبير العسكري إلى أن "داخل البنيان المرصوص شخصيات لها قابلية للتعامل مع حفتر، ومنهم من حضر لقاءات القاهرة، كما أن المتحدث باسم قوات حفتر كثيراً ما غازل مقاتلي البنيان المرصوص وجهودهم في القضاء على الإرهاب"، مرجحاً "مشاركة طيران حفتر في قصف بعض المواقع إلى جانب عملية عاصفة الوطن، لإظهار حسن النية، وتأييد مؤيديه داخل البنيان المرصوص"، مستدركاً "وقوع العكس ممكن في حال اقتربت قوات البنيان المرصوص من مواقع حفتر شرق سرت".
وأشار إلى أن "موقف حفتر من عملية عاصفة الوطن سيكشف قريباً حقيقة نجاح لقاءات القاهرة أو فشلها، لكن المؤكد أن هذه العملية هي سياسية بامتياز وجاءت لاحتواء البنيان المرصوص وإعادة السيطرة عليها".