توقّعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية انتقال جاريد كوشنير، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وزوجته إيفانكا ترامب، إلى نيويورك قبل نهاية العام الحالي، مشيرة إلى أن الدور المحوري الذي لعبه كوشنير في البيت الأبيض بدأ بالانحسار لمصلحة الجنرال جون كيلي، كبير الموظفين الذي فرض على كوشنير وإيفانكا أن يتواصلا مع الرئيس من خلاله فقط، ونقلت الصحيفة عن مقربين من الجنرال القوي في البيت الأبيض أن على صهر الرئيس الالتزام بتعليماته، قائلاً إن "كوشنير يعمل لدي".
ويخضع كوشنير لتحقيقات روبرت مولر، المحقق الخاص في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية ولتحقيقات مماثلة في الكونغرس، على خلفية اتصالاته مع شخصيات روسية قبل وبعد الانتخابات الرئاسية. ومن المنتظر أن يسلم كوشنير هذا الأسبوع عدداً من المستندات التي طلبتها منه لجنة التحقيقات الروسية في الكونغرس، فيما نقلت "نيويورك تايمز"، عن مصادر قريبة من مولر، أن تحقيقاته مع كوشنير توسّعت لتطاول اتصالات كان قد أجراها العام الماضي، لمنع صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وإضافة إلى الدور الموكل إليه كوسيط للسلام في الشرق الأوسط، وعراب "صفقة القرن" التي يسعى ترامب إلى إبرامها بين العرب ودولة الاحتلال، يعتبر كوشنير أيضاً عراب الانقلاب السعودي والمرشد الأميركي الأبرز لصديقه ولي العهد محمد بن سلمان، ما يعني أن استبعاد كوشنير عن البيت الأبيض، وربما ملاحقته قضائياً في موضوع التحقيقات الروسية ستكون له تداعيات دراماتيكية على خطط محمد بن سلمان وحروبه داخل السعودية وخارجها.
وتوقّعت وسائل إعلام أميركية أن يكون كوشنير الهدف الأول للتحقيقات الروسية، خصوصاً بعد الأنباء عن تعاون مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق، مع المحقق الخاص. ونقلت "نيويورك تايمز" عن مقربين من كوشنير إشارتهم إلى أن والده رجل الأعمال اليهودي، تشارلز كوشنير، طلب من ابنه الابتعاد عن البيت الأبيض، خوفاً من أن يتحول إلى كبش محرقة في قضية الاختراق الروسي لحملة ترامب الانتخابية.
في سياق آخر، اتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الذي كان قد التقى كوشنير قبل أيام في واشنطن، إدارة ترامب بابتزاز السلطة الفلسطينية، من خلال عدم تمديد وزارة الخارجية صلاحية الترخيص لمكتب المنظمة في واشنطن، التي انتهت في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ونفى عريقات في تصريحات أدلى بها في العاصمة الأميركية أن تكون إدارة ترامب قد اقترحت على الفلسطينيين أي خطة للسلام مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وقال إن ما تداولته وسائل الإعلام بهذا الشأن مجرد توقعات، مشيراً إلى أن الاتصالات مع الجانب الأميركي لم تتوقف. وأضاف أن الجانب الفلسطيني أبلغ فريق ترامب أنه يرفض أي مفاوضات خارج إطار حل الدولتين، ووقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.