مع تكثيف الإعداد لخوض معركة الموصل، التي تعدّ حاسمة ضدّ تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، تتصاعد المطالبات من قبل أهالي ومسؤولي المحافظة بضرورة إبعاد مليشيا "الحشد الشعبي" عن المعركة. لكن على ما يبدو، فإنّ رئيس الحكومة حيدر العبادي لا يستطيع أن يعدهم بذلك، الأمر الذي يثير المخاوف من تلك المشاركة.
وقال عضو في مجلس المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مسؤوليها وعلى رأسهم المحافظ نوفل حمادي السلطان، شكّلوا وفداً والتقوا، مساء أمس الاثنين، برئيس الوزراء في مكتبه ببغداد"، مبيناً أنّ "اللقاء ركّز على بحث معركة تحرير الموصل المرتقبة واستعداداتها".
وأضاف المتحدث ذاته، أنّ "مسؤولي المحافظة قدّموا طلباً رسميّاً إلى العبادي، بضرورة عدم إشراك مليشيا (الحشد) في المعركة، والاعتماد على القوات النظاميّة وبمساندة أبناء عشائر الموصل".
وأوضح المسؤول المحلي، أنّ "العبادي لم يعد بذلك، وحاول التركيز على وحدة الشعب العراقي، وأنّ (الحشد) جزء منه، ولا يجوز وضع حواجز ذات أبعاد طائفيّة بين المكونات العراقيّة".
وأشار إلى أنّ "العبادي، وعلى ما يبدو، لا يستطيع أن يبعد (الحشد) عن أي معركة يريدون خوضها، كون الحشد أصبح قوة تشكّل خطراً حتى على منظومة الدولة"، موضحاً أنّ "أهالي الموصل وحكومتها لن يقبلوا بأي مشاركة لـ(الحشد)، وسيرفضونها مهما كانت النتائج".
من جهته، أكّد مكتب العبادي في بيان صحافي، أنّ "رئيس الوزراء وعد برفع العلم العراقي في الموصل قريباً". وأضاف، أنّ "العبادي أكّد للوفد أنّه تم تحقيق انتصارات مهمة في المرحلتين الأولى والثانية لتحرير الموصل، وبشكل سرّي حفاظاً على أرواح مقاتلينا".
وأشار البيان ذاته، إلى أنّ "تنظيم (داعش) استفاد من الخلافات السياسية لزرع الفتنة. لكنّ توحدنا وعملنا المشترك سيقرّبنا كثيراً من تحرير الموصل".
ودعا العبادي إلى "عدم تقسيم الحشد الشعبي (العشائري) في الموصل على الأحزاب والعشائر"، مؤكّداً أنّ "الموصل لها خصوصية لتعدّد مكوناتها وهو مصدر قوة لها".
وأضاف، أنّ "النصر في متناول اليد، وأنّ (الدواعش) منهزمون، وأنّنا سنتعامل مع من ارتكب جرائم في الموصل وفق القانون".
وتابع رئيس الوزراء العراقي، أنّ "التحرير سيكون أسهل وبأقل خسائر إذا توحدت كلمتنا".
وأضاف، أنّ "المجتمع الدولي وعدنا بحزمة مساعدات، وننتظر أن يتم الوفاء بهذه الوعود التي بدأت خلال الفترة القليلة الماضية، وهي تتسم بالمصداقية، فهناك تفاؤل من العالم بأنّ العراق يستطيع أن يقضي على (داعش) عسكريّاً".
يُشار الى أنّ المحافظات العراقيّة التي سيطر عليها "داعش"، ترفض بشكل قاطع مشاركة مليشيات "الحشد الشعبي" في معاركها، بسبب الانتهاكات المروعة التي يرتكبها بأبعاد طائفيّة، بينما لا تستطيع الحكومة منعها من المشاركة.