تنطلق الانتخابات البلدية في لبنان، اليوم الأحد، من محافظتي بيروت والبقاع، في أجواء وتحالفات سياسية متفاوتة بين بلدة وأخرى. في العاصمة بيروت، يستمرّ التحالف بين كل القوى السياسية المشاركة في السلطة، من فريقي 8 آذار و14 آذار وما بينهما من شخصيات أو تيارات قد تكون مؤّثرة. فتخوض "لائحة البيارتة" المدعومة من كل الأطراف السياسية من دون استثناء، المعركة الانتخابية بشعارات التوافق حيناً، والدعوة إلى الوحدة حيناً آخر. أما تيار المستقبل، المعني الأول بالانتخابات البلدية في بيروت، فاستعاد مسؤولوه كأداة سياسية وشعبية للتجييش الانتخابي، شعار مؤسس التيار، رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، الذي اغتيل في بيروت في فبراير/شباط 2005. وكما درجت العادة، رفع الأمين العام لـ"المستقبل"، أحمد الحريري، اسم رفيق الحريري، واصفاً المعركة الانتخابية بـ"المعركة الوجودية"، ولو أنّ اللائحة التوافقية المشكّلة تضمّ خصوم "المستقبل" أيضاً، ومنهم حزب الله المتهم مسؤولون فيه بإعداد وتنفيذ جريمة اغتيال رفيق الحريري.
يشير المرشح على "لائحة البيارتة" وعضو بلدية بيروت الحالي، خليل شقير، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "التركيز اليوم كما دائماً على اللقاءات مع العائلات، على المستوى الفردي والمركزي من خلال الحملات التي تقوم بها قيادات المستقبل". ويؤكد شقير أنّ العمل جارٍ لضمان أمرين، أولاً تحقيق إقبال كثيف على الاقتراع، وثانياً التشديد على أن يتم الاقتراع للائحة كاملة من دون تشطيب "وذلك لضمان المناصفة ولكون المستقبل أخذ على عاقته قيادة هذه اللائحة".
وبعيداً عن المواقف العلنية، يلفت مطّلعون على أجواء الماكينة الانتخابية لـ"لائحة البيارتة"، إلى أنّ الأرقام تشير إلى تقدّم فعلي لمرشّحيها في حال "نجحت القوى السياسية في تأمين عدد الأصوات التي تعوّل عليها"، بحيث من المفترض أن تتراوح نسبة الاقتراع بين 20 و25 في المائة. وبحسب الأرقام نفسها، من المفترض أن يتمكّن "المستقبل" من تأمين ثلاثين ألف صوت، بالإضافة إلى عشرين ألف صوت من قِبل القوى المسيحية (النائب ميشال عون وحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وشخصيات مسيحية مستقلة)، بالإضافة إلى خمسة آلاف صوت من حركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري. أما المعضلة الأساسية فتكمن في عدم إصدار حزب الله توجيهاً واضحاً لمناصريه بدعم "لائحة البيارتة"، على اعتبار أنّ التكليف الوحيد الذي صدر من جانب الحزب هو "دعم اللوائح المدعومة من الحزب"، مع العلم أنّ حزب الله لم يصدر أي موقف بشأن "لائحة البيارتة". وفي حال صحّت أرقام الماكينة الانتخابية المستقبلية والتزمت القوى السياسية بقوّتها التجييرية، فقد تتخطى الأصوات التي تحصل عليها "لائحة البيارتة" عتبة الستين ألف صوت.
اقــرأ أيضاً
"معركة الوجود" تتمّ فعلياً لوجه لائحة مدعومة من تيارات المجتمع المدني باسم "بيروت مدينتي" خرجت من رحم "الحراك الشعبي" الذي نشط في بيروت، الصيف الماضي، على خلفية أزمة النفايات التي اجتاحت شوارع لبنان لأشهر. ولا يزال القيّمون على هذه اللائحة يرفضون الردّ على أي اتهام سياسي موجّه إليهم، حاصرين المعركة الانتخابية بـ"معركة البرامج الانتخابية أولاً"، بحسب ما يقول عدد من المرشحين على لائحة "بيروت مدينتي" لـ"العربي الجديد". لا يريد هؤلاء الانجرار إلى المواقف السياسية بل "الاحتكام فقط إلى المشاريع المنوي تنفيذها"، كما يقول المرشح على اللائحة، يورغي تيروز، لـ"العربي الجديد". وتجدر الإشارة إلى أنّ الماكينة الانتخابية لـ"بيروت مدينتي" بدت مرتاحة للأجواء الانتخابية، خصوصاً وأن ليس لهذه اللائحة ما تخسره في الصناديق، لا بل إنها نجحت في تقديم نموذج جديد ومتطوّر لكيفية خوض الانتخابات.
وبينما تنال بيروت الحصة الكبرى من الاهتمام السياسي، فإنّ الانتخابات البلدية في مدينة زحلة (شرقي لبنان) قد تكون أكثر شراسة من غيرها، على اعتبار أنّ المتابعين يتوقّعون معركة "كسر عظم" في المدينة وجوارها، بين التيار الوطني الحرّ بقيادة النائب، ميشال عون، والقوات اللبنانية وحزب الكتائب من جهة، وتحالف الزعامات المحلية في زحلة وتيار المستقبل وحزب الله. فيكاد يبدو الأمر وكأنّ التحالف المسيحي القائم بين "القوات" وعون والكتائب يُواجَه من الأطراف الأخرى على خلفيات طائفية ومذهبية، وهي أجواء سبق ودفعت وزارة الداخلية إلى تأجيل الانتخابات في بلدتين بقاعيّتين. لتكون بذلك زحلة وبيروت المعركتين الأبرز ضمن الجولة الانتخابية الأولى.
وبعيداً عن المواقف العلنية، يلفت مطّلعون على أجواء الماكينة الانتخابية لـ"لائحة البيارتة"، إلى أنّ الأرقام تشير إلى تقدّم فعلي لمرشّحيها في حال "نجحت القوى السياسية في تأمين عدد الأصوات التي تعوّل عليها"، بحيث من المفترض أن تتراوح نسبة الاقتراع بين 20 و25 في المائة. وبحسب الأرقام نفسها، من المفترض أن يتمكّن "المستقبل" من تأمين ثلاثين ألف صوت، بالإضافة إلى عشرين ألف صوت من قِبل القوى المسيحية (النائب ميشال عون وحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وشخصيات مسيحية مستقلة)، بالإضافة إلى خمسة آلاف صوت من حركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري. أما المعضلة الأساسية فتكمن في عدم إصدار حزب الله توجيهاً واضحاً لمناصريه بدعم "لائحة البيارتة"، على اعتبار أنّ التكليف الوحيد الذي صدر من جانب الحزب هو "دعم اللوائح المدعومة من الحزب"، مع العلم أنّ حزب الله لم يصدر أي موقف بشأن "لائحة البيارتة". وفي حال صحّت أرقام الماكينة الانتخابية المستقبلية والتزمت القوى السياسية بقوّتها التجييرية، فقد تتخطى الأصوات التي تحصل عليها "لائحة البيارتة" عتبة الستين ألف صوت.
"معركة الوجود" تتمّ فعلياً لوجه لائحة مدعومة من تيارات المجتمع المدني باسم "بيروت مدينتي" خرجت من رحم "الحراك الشعبي" الذي نشط في بيروت، الصيف الماضي، على خلفية أزمة النفايات التي اجتاحت شوارع لبنان لأشهر. ولا يزال القيّمون على هذه اللائحة يرفضون الردّ على أي اتهام سياسي موجّه إليهم، حاصرين المعركة الانتخابية بـ"معركة البرامج الانتخابية أولاً"، بحسب ما يقول عدد من المرشحين على لائحة "بيروت مدينتي" لـ"العربي الجديد". لا يريد هؤلاء الانجرار إلى المواقف السياسية بل "الاحتكام فقط إلى المشاريع المنوي تنفيذها"، كما يقول المرشح على اللائحة، يورغي تيروز، لـ"العربي الجديد". وتجدر الإشارة إلى أنّ الماكينة الانتخابية لـ"بيروت مدينتي" بدت مرتاحة للأجواء الانتخابية، خصوصاً وأن ليس لهذه اللائحة ما تخسره في الصناديق، لا بل إنها نجحت في تقديم نموذج جديد ومتطوّر لكيفية خوض الانتخابات.