وقال مصدر أمني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجّر نفسه قرب محال تجارية ومدرسة ثانوية في منطقة الإسكان، ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً وإصابة نحو 17 آخرين".
وأضاف أنّ "الحصيلة أولية وقابلة للزيادة، وأنّ سيارات الإسعاف تنقل القتلى والجرحى إلى مستشفى قريب".
ويأتي هذا التفجير الانتحاري رغم أن العاصمة العراقية شهدت، وبشكل مفاجئ، منذ ليلة أمس السبت، إجراءات أمنية مشددة، وانتشاراً واسعاً لقوات الجيش والشرطة، فضلاً عن المليشيات، بعد ورود معلومات عن مخطط واسع لتنفيذ سلسلة اعتداءات بواسطة سيارات مفخخة تستهدف مناطق عدة من العاصمة، أبرزها الكرادة والجادرية والكاظمية وشارع فلسطين والصالحية.
وتتضمن الإجراءات عمليات تفتيش يدوية للسيارات داخل نقاط التفتيش، ومنع أي تجمعات بشرية كبيرة قد تكون هدفاً للتفجيرات، كما تم وضع رجال أمن عند المقاهي والمجمعات التجارية الكبيرة والأسواق الشعبية.
وكشف مسؤولون عراقيون في وزارتي الداخلية والدفاع، لـ"العربي الجديد"، عن أن "الإجراءات المفاجئة تأتي عقب تلقي معلومات مؤكدة تشير إلى نية تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تنفيذ سلسلة هجمات متزامنة على بغداد بواسطة سيارات مفخخة نجحت في الدخول إلى العاصمة، رداً على انكسارات تعرض لها في المحور الشمالي والغربي من البلاد"، على حد وصفهم.
وقال ضابط برتبة عميد في وزارة الداخلية، خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "الإجراءات ستستمر إلى حين زوال التهديدات"، مؤكداً أن "داعش يحضر لهجوم عنيف على بغداد، وهذا سبب التحشيد الأمني والعسكري الذي رافقه إغلاق طرق وشوارع رئيسية".
وعلى خلفية الانتشار العسكري والأمني، شهدت أحياء ومناطق بغداد على جانبي الكرخ والرصافة اختناقات مرورية وتعطلاً في حركة السير، مما سبب في تأخر آلاف المواطنين عن أعمالهم اليومية.
ووفقاً لمواطنين عراقيين تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإن حالة من القلق والخوف تنتاب سكان بغداد، بسبب الحديث عن وجود سيارات مفخخة تتجول في شوارع العاصمة ويقودها انتحاريون.
إلى ذلك، أكد الخبير بالشأن العراقي العميد المتقاعد حسين سالم، لـ"العربي الجديد"، أن "دخول مفخخات إلى بغداد وإعلان الأمن عن ذلك بحد ذاته كارثة، وخرق أمني، وعلى رئيس الوزراء فتح تحقيق في كيفية دخولها للعاصمة، ومن الذي علم بأمر دخولها قبل أن يحاول البحث عنها بين أزقة بغداد وشوارعها، فهو يشبه البحث عن إبرة في كومة من القش".