ويقبع مخيم الهول، أحد أخطر المخيمات في أقصى شرق محافظة الحسكة الواقعة شمال سورية، ويبعد نحو 15 كيلومترا عن الحدود السورية العراقية في منطقة صحراوية قاحلة، ويضم أكثر من 65 ألف نسمة بين نازح ولاجئ وعوائل من "داعش" من نساء وأطفال، يخضعوا لحراسة كردية.
وذكرت مصادر مقربة من "قوات سورية الديمقراطية"، اليوم الإثنين، لـ"العربي الجديد"، أن "العشرات من النساء، وهنّ من عائلات عناصر تنظيم "داعش"، القابعات في القطاع السابع من المخيم، قُمن بتظاهرة في المخيم، رفعن خلالها أعلام التنظيم ورددن شعارات دينية كالتكبير وهتافات النصر على الكفار، وحملن شعار: باقية وتتمدد".
ولفتت المصادر إلى أن "القسم يضم فقط النساء وأطفالهن؛ من بين النساء سوريات وعراقيات، وهن الأخطر في المخيم، إذ قمن سابقاً بعمليات فوضى من ضمنها حرق خيام"، مضيفة أن "عمليات الفوضى وصلت إلى حد قتل نساء أخريات من قسم آخر في المخيم انتقاماً منهن لمعارضتهن تنظيم داعش، أو اتهامهن بالخيانة والعمالة لقسد والتحالف الدولي".
وقامت "وحدات حماية الشعب" الكردية - التي تقود "قسد" والتي تشرف على إدارة وحراسة المخيم، إثر التظاهرة، باعتقال مجموعة من النساء، واقتيادهن للتحقيق في شأن الأعلام التي رفعت ومصدرها، ومن أين جلبتها النساء. ووفق المصادر، يقطن في المخيم أكثر من 65 ألف نسمة، ثلثهم من ذوي عناصر تنظيم "داعش" من النساء والأطفال، فيما المتبقون من المدنيين الفارين من التنظيم أو قوات النظام السوري.
وعن التظاهرة، قال أحد سكان المخيم لـ"العربي الجديد"، إن "التظاهرة في القسم السابع جاءت على خلفية اعتقال الوحدات الكردية لبعض النساء والأطفال بعد قيامهم بتأدية صلاة العيد بشكل جماعي داخل المخيم". وأضاف أن "وحدات حماية الشعب، داهمت المخيم بعد إقامة الصلاة وتناقل فيديو للصلاة على أجهزة الموبايل ومواقع التواصل الاجتماعي"، مشيراً إلى أن "الوحدات الكردية تمنع المظاهر الدينية الجماعية في المخيم، خاصة في القسم الذي يضم عائلات عناصر داعش".
ووفق المصدر، فقد تجاوز عدد من اعتقلوا على خلفية الصلاة والتظاهرة الأربعين امرأة وطفلاً، مشيراً إلى أنه تم احتجازهم على أطراف المخيم من أجل التحقيق معهم. وكانت "وحدات حماية الشعب" قد داهمت المخيم مرات عدّة خلال شهر رمضان بهدف مصادرة أدوات التعقيم والمواد القابلة للاشتعال من المخيم، وذلك عقب توترات نجم عنها إحراق العديد من الخيام.
وعلى الرغم من هزيمة "داعش" عسكرياً، وإعلان "قسد" عن هزيمته بعد معركة الباغوز في مارس/آذار عام 2019، إلا أن التنظيم لا يزال نشطاً في البادية السورية، وينفذ عمليات ضد "قسد" عن طريق الخلايا النائمة.
وتنكر نساء التنظيم في مخيم الهول، بين الحين والآخر، حالة الهزيمة ويخرجن في تظاهرات يرددن فيها شعار التنظيم ويرفعن أعلامه. وبحسب ما قاله مصدر من المخيم، فإن "نساء داعش يحملن عقيدة بأن وجودهن في المخيم هو جهاد، وأن هذا الوجود ليس أسراً إنما وجودهن هنا بأمر من الخليفة وحين يأتي أمره بالمغادرة فسوف يحاربن من أجل المغادرة".
وأشار إلى أن "القسم هذا محاط بالحراسة الشديدة من قبل قسد وعلى أسواره كاميرات من كل جانب وهروب النسوة من دون مساعدة عناصر الحراسة أمر شبه مستحيل". وتحدث المصدر أيضاً، وهو ما أكدته مصادر من "قسد" أيضاً لـ"العربي الجديد"، عن تمكن عدد من النساء من الفرار بعد التعاون مع عناصر "الحراسة" إلا أنه تم إلقاء القبض عليهن قبل مغادرتهن المنطقة.