يواصل "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق ونائب الرئيس الحالي، نوري المالكي، خطابه الطائفي التحريضي على دول عربية مختلفة، من خلال إطلاق التصريحات التحريضية عبر مؤتمرات صحافية وبيانات يومية، عادة ما تسبب إحراجا لحكومة حيدر العبادي، الذي أبدا انزعاجه من ذلك في مرات عدة.
وأثارت زيارة رئيس الوزراء الأردني، هاني الملقي، إلى بغداد، أول من أمس، وعقد جملة من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، سخط الجناح الموالي لإيران، الذي يتزعمه نوري المالكي داخل التحالف الوطني الحاكم.
وقال بيان للقيادية في تحالف المالكي، فردوس العوادي، إن "الحكومة والشعب الأردنيين لم يكونا في يوم من الأيام أصدقاء للشعب العراقي، لا سيما أن أرض الأردن يعد أكبر مرتع لعائلة صدام حسين (الرئيس العراقي الراحل)" بحسب قولها.
وأضافت العوادي أن "الأردن أكبر مصدر للتكفيريين في تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين للعراق، فضلا عن أنه أكثر دولة تتم فيها مراسم الاحتفالات التأبينية لصدام وأولاده" .
وأشارت إلى أنه "من الخطأ إعفاء بلد مثل الأردن من الرسوم الجمركية، رافضة اتفاق الحكومة العراقية مع الحكومة الأردنية على إعفاء الصادرات الأردنية إلى العراق من الجمارك، في الوقت الذي تتهاوى فيه أسعار النفط، ويحاول العراق تعويض خسائره من خلال البحث عن إيرادات أخرى"، متهمة الحكومة بالضعف في القرارات التي تتخذها.
وعادة ما يصعّد الجناح الموالي لإيران هجومه بعد أي محاولة تقارب لدولة عربية مع العراق.
من جانبها، اعتبرت النائبة عن "ائتلاف دولة القانون"، إقبال عبد الحسين، أن زيارة الملقي إلى بغداد تمثل "جزءا من الاصطفاف الطائفي الذي يحصل في المنطقة، بعد التحالف الروسي الإيراني بشأن سورية"، مشيرة إلى وجود زيارات مكوكية ستشهدها المنطقة خلال الفترة المقبلة، لإعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية".
ولا يرى عضو "تحالف القوى العراقية"، محمد المشهداني، أية ضرورة للتحسس من الزيارات التي يجريها مسؤولون عرب وأجانب إلى بغداد. موضحا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المشاكل الداخلية لا يمكن أن تُحل إلا بالحوار مع دول الجوار، بسبب تداخل الأزمات وعبورها للحدود الجغرافية بين الدول.
وبيّن المشهداني أن "الأجندة الإيرانية الحالية إبقاء العراق بعيدا عن حضنه العربي، من خلال الموالين له، الحكومة والبرلمان العراقي، وعلى رأسهم تحالف المالكي".
ويعتقد المشهداني أن "وجود أسرة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في عمّان، يمثل شأنا داخليا أردنيا، ولا يحق لأي عراقي الحديث عنه"، داعيا كل من لا يروق له ذلك إلى اللجوء للقضاء والسبل القانونية للحصول على ما يريد.
ويأتي التصعيد ضد الأردن بعد يومين من تصعيد مماثل ضد السعودية نفذه تحالف المالكي عبر ما يعرف بالجيوش الإلكترونية، وتصريحات نوابه، فضلا عن المالكي نفسه، بعد ساعات من زيارة قام بها الأخير إلى إيران ولقائه بالمرشد الإيراني علي خامنئي.