في هذا السياق، قال مصدر برلماني عراقي إن العبيدي اتهم الجبوري بالضغط على وزارة الدفاع لإحالة صفقة استيراد طائرات فيها شبهات فساد إليه، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن وزير الدفاع قال، خلال استجوابه، إن عضو البرلمان العراقي، القيادي في "تحالف القوى العراقية"، حيدر الملا، ابتزه وطلب منه مبلغ مليونين ونصف المليون دولار مقابل إغلاق ملف استجواب سابق، ولفت إلى أن عملية المساومة حصلت في غرفة رئيس البرلمان.
وأضاف المصدر، "قال العبيدي إن إخوة سليم الجبوري يضغطون عليه للقيام بنقل ضباط ومنتسبي وزارته، مقابل حصولهم على مبالغ مالية"، مشيراً إلى تشكيل رئيس البرلمان لجنة للتحقيق بهذه الاتهامات، قبل انسحابه من رئاسة جلسة الاستجواب، وجلوسه بين النواب.
وأوضح المصدر البرلماني العراقي، أن الجبوري رفض العودة إلى منصة رئاسة البرلمان قبل إثبات براءته، مؤكداً أنه سيلجأ إلى القضاء العراقي لإثبات حقيقة التهم الموجهة إليه، ولافتاً إلى حدوث مشادة كلامية، تبعتها فوضى عارمة داخل قاعة البرلمان، بعد اتهام وزير الدفاع للنائب عن "كتلة الحل"، محمد الكربولي، بمساومته للحصول على عقود تسليح، مقابل دعمه خلال الاستجواب، والوقوف ضد إقالته.
من جهته، استنكر القيادي في "تحالف القوى العراقية"، حيدر الملا، الاتهامات الموجهة إليه من وزير الدفاع، مؤكداً أنها عارية عن الصحة، وكشف عن عزمه على اللجوء للقضاء وإقامة دعوى تشهير ضد العبيدي، مضيفاً، خلال تصريح صحافي، أن "هذه الاتهامات جاءت كردة فعل بعدما رفضنا الوقوف إلى جانبه في الاستجواب السابق الذي قدمته النائب حنان الفتلاوي"، وتساءل "ما علاقتنا باستجواب مقدم من كتلة غير كتلتنا كي نساوم عليه"؟
في المقابل، قالت رئيس كتلة "إرادة" في البرلمان العراقي، حنان الفتلاوي، خلال كلمة لها في البرلمان، إنها ستقاضي حيدر الملا وجميع الأشخاص الذين وردت أسماؤهم في إفادة وزير الدفاع بـ"المساومة على سحب استجوابي مقابل مبالغ مالية"، محذرة من انتهاء الدور الرقابي للبرلمان في حال سويت جميع ملفات الفساد من خلال الصفقات.
بدوره، أكد رئيس لجنة النزاهة في البرلمان العراقي، طلال الزوبعي، تشكيل لجنة تقصي حقائق بشأن صفقات الفساد التي تحدث عنها وزير الدفاع، موضحاً، في بيان له، أن التحقيق سيشمل الأسماء التي وُجهت إليها اتهامات فساد.
وفي سياق متصل، قال عضو "تحالف القوى العراقية"، محمد المشهداني، إن بعض نواب "ائتلاف دولة القانون"، الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، يحاولون شق وحدة "تحالف القوى"، من خلال خلط الأوراق، مشيراً، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن نواب التحالف انقسموا إلى فئتين: الأولى انضمت إلى جبهة "دولة القانون" التي طالبت وزير الدفاع بالكشف عن المزيد من تهم الفساد الموجهة ضد سليم الجبوري، والأخرى ساندت رئيس البرلمان، ورفضت الاتهامات الموجهة إليه، بصفته أحد قياداتها.