في ردود فعل جديدة على تصنيف الحرس الثوري الإيراني "جماعة إرهابية" من قبل الإدارة الأميركية، حذّر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، اليوم الثلاثاء، واشنطن من مغبة أي تحرك ضد القوات الإيرانية، قائلا "في حال أقدم الجيش الأميركي في الشرق الأوسط على أي إجراء ضدنا سنواجهه بكل حزم".
وقال باقري، وفقا لوكالة "تسنيم" الإيرانية، إن "تعبير أميركا عن غضبها تجاه الحرس الثوري وهو مؤسسة قانونية وثورية وله شعبية، تزامنا مع يوم الحارس الوطني مدعاة للسرور، كون هذا القرار يثبت أن الحرس عمل خلال الأربعين عاما الماضية في مسيرة الثورة الإسلامية".
وأضاف أن إيران لم تصمت تجاه القرار الأميركي وصنفت القوات الأميركية في الشرق الأوسط "منظمة إرهابية وحال صدور أي خطأ منها سنرد بقوة".
بدوره، قال القائد العام للجيش الإيراني، عبد الرحيم موسوي، في لقائه اليوم مع القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، إن الجيش سيقف إلى جانب الحرس "في مواجهة الأعداء إلى الأبد".
كما وصف جعفري القرار الأميركي ضد قواته بـ"المضحك جدا وهدية ترامب للحرس في يومه الوطني"، قائلا إن "الحرس لا يأخذ مصداقيته من الأميركيين بل من الشعب الإيراني"، متوعداً بأن "الحرس سيكون أقوى من قبل خلال العام الإيراني الجديد (الذي بدأ في 21 مارس) في نظامه الدفاعي والهجومي".
وأكد جعفري أن الحرس والجيش الإيرانيين "سيقفان متحدين رغم أنف الأعداء".
وكان جعفري قد هدد قبل أن تعلن واشنطن قرارها باستهداف القوات الأمنية الأميركية والجيش الأميركي في الشرق الأوسط، قائلا "حال ارتكبت أميركا هذه الحماقة، فلن تنعم قواتها الأمنية والجيش الأميركي من الآن فصاعدا بالهدوء الذي تتمتع به اليوم، في الشرق الأوسط."
وبعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الإثنين، إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب خرجت ردود فعل غاضبة من إيران، وهي لا تزال مستمرة.
وذكر ترامب، في بيان أصدره البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة ستواصل ضغوطها على إيران "حتى تتخلى عن سلوكها التدميري وغير القانوني"، واصفًا هذه الخطوة "بغير المسبوقة" ومن يتعامل مع الحرس الإيراني بعد ذلك بأنه "داعم للإرهاب".
وجاء في البيان "هذه هي المرة الأولى التي تعلن الولايات المتحدة الأميركية جزءا من دولة أخرى كمنظمة إرهابية، مما يؤكد الحقيقة أن أعمال إيران تختلف تمامًا عن أعمال الدول الأخرى".
من جانبه، ردّ مجلس الأمن القومي الإيراني على القرار الأميركي بتصنيف "القيادة المركزية الأميركية المعروفة بسنتكوم وجميع قواتها مجموعة إرهابية"
وفي تصريحات له اليوم، قلل المرشد الإيراني، علي خامنئي، من أهمية القرار، قائلا إن "الحرس في طليعة المواجهة مع العدو ومسرحية الأميركيين لن تحقق شيئا".
وأضاف خامنئي في لقاء مع منتسبي الحرس الثوري بمناسبة يوم "الحرس الوطني" في التقويم الإيراني أن الحرس يواجه أعداء إيران في ساحات متعددة، سياسيا وعسكريا "داخل الحدود وخارجها على بعد آلاف الكيلومترات في محيط حرم السيدة زينب (في سورية)"، مرجعا ذلك ما وصفه بـ"الحقد الأميركي من الحرس".
أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فأكد اليوم الثلاثاء، خلال احتفال نظمته الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية لإزاحة الستار عن 114 إنجازا نوويا في اليوم الوطني للتقنية النووية بحسب التقويم الإيراني، أن الإدارة الأميركية "ارتكبت خطأ كبيرا بإدراجها الحرس الثوري على قائمة الإرهاب"، قائلا إن هذا الإجراء الأميركي سيوحد الإيرانيين.
وتوعد روحاني بأن بلاده ستتجه نحو إنتاج أجهزة الطرد المركزي المتطورة "IR8"، في حال واصلت واشنطن ضغوطها عليها، وذلك بعد إنتاجها الجيل السادس من هذه الأجهزة المعروف بـ "IR6".
كما أن عددا كبيرا من أعضاء مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني) حضر اجتماع المجلس اليوم بزي الحرس الرسمي، وذلك في يوم "حارس" الوطني في إيران، كتعبير لرفض القرار الأميركي ضده، مرددين هتافات "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل".
کما دان رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، القرار الأميركي ضد الحرس الثوري، معربا عن دعم النواب لهذه المؤسسة العسكرية. وقال أيضا إن "الحرس في قلب الشعب الإيراني".
وقد أقر البرلمان الإيراني اليوم مشروع قانون لدعم الحرس الثوري في مواجهة الولايات المتحدة، يلزم الحكومة والقوات المسلحة الإيرانية على الرد بالمثل على "الإجراءات الإرهابية للقوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط"، تطبيقا لمقررات المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وذلك بعد أن يطلب الإذن من المرشد الأعلى علي خامنئي.
وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية أن 189 نائبا قد صوتوا لصالح المشروع من أصل 198 مشرعا حضروا الجلسة.