لوّحت الحكومة اليمنية، الجمعة، بالتوجه نحو تجميد اتفاق ستوكهولم برعاية الأمم المتحدة لوقف العمليات العسكرية في مدينة الحديدة الساحلية غربي البلاد، على إثر التصعيد العسكري لمسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، تجاه مأرب، وبعد تحقيقهم تقدماً بالمواجهات الدائرة شرق صنعاء.
وقال وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي في بيان فجر الجمعة، إن استمرار التصعيد العسكري الأخير من قبل الحوثي، وفي ظل وجود المبعوث الأممي مارتن غريفيث في صنعاء، يعد "استغلالاً سيئا لاتفاق السويد والتهدئة في الحديدة ولكل جهود السلام، وذلك عبر التحضير للحرب وتعزيز جبهاتهم الأخرى"، وإنه "لم يعد ممكناً أن يستمر هذا الوضع المختل".
وأضاف "تتحمل الميليشيات الحوثية وحدها مسئولية انهيار جهود السلام ودعوة المبعوث لوقف التصعيد وافشال اتفاق استكهولم. ونحن في ظل هذا التصعيد لم نعد نرى جدوى حقيقية من اتفاق الحديدة".
وأشار الوزير اليمني إلى أن التصعيد العسكري للحوثيين يهدد بنسف كل جهود السلام وقال "لن نسمح بأن يتم استغلال اتفاق الحديدة لتغذية معارك الحوثي العبثية في الجبهات التي يختارها".
وجاء تصريح الحكومة اليمنية، بالترافق مع أنباء عن تقدم حققه الحوثيون خلال المعارك الدائرة شرق صنعاء، منذ أسبوع.
وأفادت مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد"، أن الحوثيين حققوا خلال مواجهات الـ48 ساعة الماضية، تقدماً في جبهة "ميمنة"، مديرية "نِهم"، بعد أن نفذوا هجوماً من أكثر من محور وفي ظل مواجهات مستمرة، تتباين المعلومات الأولية بشأن تفاصيل خسائر الطرفين فيها.
وكان التصعيد، بدأ بتقدم محدود لقوات الشرعية، أعقبه قصف صاروخي للحوثيين باتجاه مأرب، أسقط العشرات من القتلى والجرحى في أحد المعسكرات الحكومية، قبل أن يبدأ الحوثيون هجوما للتقدم في مديرية "نهم"، التي تشهد معارك كر وفر، ترتفع وتيرتها من حين لآخر، منذ سنوات.