كما نفى أيضاً ما نقل عنه أخيراً لجهة حديثه عن احتمال وقوع حرب في الصيف بين الحزب وإسرائيل، لكنه أبقى الاحتمالات مفتوحة.
وخصص نصرالله كلمته، في الذكرى الـ34 لتأسيس كشافة الإمام المهدي التابعة للحزب، للحديث عن هذه التقارير الإعلامية، إضافة إلى الوضع المالي والاقتصادي في لبنان، بالتزامن مع الجهود لإقرار الموازنة العامة والحديث عن مخاطر مالية واقتصادية مرتقبة ما لم تقر الموازنة، وما لم يضبط الهدر والفساد في الدولة.
واعتبر أن مضمون ما نشر في إحدى الصحف الكويتية أخيراً بشأن الحرب "خاطئ بالكامل وفي التوقيت سيئ"، نافياً قوله في أي جلسة من الجلسات أن هناك حرباً إسرائيلية على لبنان في الصيف، وأنه إذا حصلت حرب فهو لن يكون بينهم. وأشار إلى أنه شخصياً يميل لاحتمال استبعاد شن إسرائيل حرباً على لبنان، على الرغم من تأكيده أن "إسرائيل عدو طماع وطبيعته المكر والغدر، وكل الاحتمالات يجب أن تبقى قائمة في حساباتنا".
وكانت صحيفة كويتية قد نقلت عن نصرالله قوله، خلال لقاءٍ خاص مع قادة المناطق، إنه طلب من رجاله عدم إخفاء حقيقة الحرب وإطلاع العائلات وأهالي القرى على احتمال وإمكانات اندلاع حرب في الصيف، مشير إلى أنه قال: "قد لا أبقى بينكم فترة طويلة، وقد يذهب (يُقتل) معي أكثر قادة الصف الأول، وبالتالي من الممكن أن تنجح إسرائيل في اغتيال القادة. إلا أن هذا لا يعني نهاية حزب الله الذي لا يَعتمد بوجوده على الأفراد، بل هو جزء من المجتمع اللبناني الباقي في هذه البلاد".
وأثار ما نقلته الصحيفة الكثير من البلبلة، خصوصاً بسبب صمت "حزب الله" وعدم إصداره بياناً لنفي ما يتردد والاكتفاء بتسريبات. لكن في المقابل، أكدت مصادر مقربة من "حزب الله" لـ"العربي الجديد"، أن "ما نشر واضح أنه مفبرك لاعتبارات عدة، أولها الصيغة التشاؤمية التي غلفت الخبر، وهي طبعاً تتنافى مع مبادئ العمل العسكري الذي يعتمد أولاً على المعنويات، وهي استراتيجية يتقنها حزب الله جيداً، وبالتالي حتى لو كان ثمة معلومات في هذا السياق، فإن مصارحة الناس بهذا الشكل قبل أي حرب، وهو الاحتمال الوارد دوماً مع إسرائيل، يعني انتهاء الحرب قبل أن تبدأ".
وفي سياق آخر، نفى نصرالله أيضاً ما تحدثت عنه وسائل إعلامية بشأن وقوع اشتباكات بين القوات الروسية والإيرانية ودخول "حزب الله" على خط القتال، معتبراً أن في ذلك كذب و"لا أساس له من الصحة"، لافتاً إلى أن "التعاون كما هو في السابق بالرغم من بعض التباينات السياسية في مكان ما".
وخصص الأمين العام لـ"حزب الله" جزءاً من خطابه للحديث عن العقوبات الأميركية وعن السياسات الأميركية عموماً تجاه إيران، إضافة إلى خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن".
وشنّ نصرالله هجوماً عنيفاً ضد الإمارات والسعودية، تحديداً على خلفية حديث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن اتفاق معهما لتغطية النقص في الأسواق، في إطار عدم تمديد واشنطن للإعفاءات التي كانت ممنوحة لبعض الدول التي تشتري النفط الإيراني من العقوبات الأميركية في إطار خطة تصفير عائدات إيران من النفط.