طالب العشرات من الفلسطينيين، اليوم الأربعاء، مجلس العموم البريطاني والحكومة البريطانية بالإعلان رسمياً عن عدم شرعية وعد بلفور في الذكرى 99 لإعطاء الوعد للحركة الصهيونية، وإقامة دولة لليهود على أرض فلسطينية، والذي لا يزال يجري توظيفه لتهجير الشعب العربي الفلسطيني وتجريده من حقوقه الأصلية.
وفي رسالة سلمتها "اللجنة الوطنية الشعبية لحملة مئة عام على وعد بلفور"، للمجلس الثقافي البريطاني في مدينة رام الله، خلال وقفة أمام مقر المجلس، طالب القائمون على الحملة في رسالتهم، وهي عبارة عن بيان إطلاق فعاليات الحملة خلال العام القادم، الحكومة البريطانية ومجلس العموم البريطاني بـ"الاعتذار الرسمي للشعب العربي الفلسطيني على تبعات ونتائج وعد بلفور كافة".
كما طالب المحتجون بالاعتراف والإقرار بالمسؤولية عن الأضرار الجسيمة، التي لحقت بالشعب الفلسطيني وأفراده جراء إصدار وإنفاذ وعد بلفور، شارحين ما يعانيه الشعب الفلسطيني نتيجة هذا الوعد.
وفي الرسالة طالب القائمون على الحملة كذلك، بـ"الإقرار بوجوب جبر تلك الأضرار وفقا لقواعد القانون الدولي والشرعية الدولية والقرار الأممي 194 بما يضمن عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها وتقرير المصير".
من جانبه، قال عضو المجلس الوطني الفلسطيني، تيسير نصر الله، لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة، إنّنا "سنواصل خلال العام القادم حراكا يتضمن برنامجا طويلاً، آملين أن تتكلل بالنجاح"، لافتاً إلى "وجود جهد رسمي لا يتعارض مع الجهد الشعبي بهذا الخصوص، إذ إن كافة أبناء الشعب الفلسطيني تضرروا من هذا الوعد، في كافة أماكن تواجدهم".
وأعرب نصر الله عن أمله بـ"الوصول إلى محاكمة بريطانيا من خلال طواقم من المحامين أمام المحاكم البريطانية والدولية، لأن بريطانيا تتحمل المسؤولية عما جرى للفلسطينيين".
بدوره، أشار الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّه "هناك حملة شعبية واسعة تجري بكل العالم لإجبار بريطانيا على الاعتذار عن وعدها، كما أنه لا يكفينا الاعتذار، فيجب أنّ تعترف بريطانيا بدولة فلسطين، وأنّ تتخذ خطوات عملية ضد إسرائيل على ما تقوم به من استيطان".
وشدد البرغوثي على "وجود قاعدة تضامن قوية في بريطانيا سيتم استخدامها للضغط على الحكومة البريطانية لإجبارها على الاعتذار، واتخاذ خطوات عملية لصالح الشعب الفلسطيني والاعتراف بدولة فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، وكذلك اتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل على ممارساتها".
ورفع المشاركون، خلال الوقفة، الأعلام الفلسطينية ولافتات باسم الحملة ورددوا هتافات تطالب بريطانيا بالاعتذار والتراجع عن وعد بلفور، في الوقت الذي تم فيه تسليم المجلس الثقافي البريطاني في رام الله بيان انطلاق الحملة كرسالة إلى الحكومة البريطانية، كون المجلس الثقافي البريطاني المؤسسة البريطانية الرسمية الوحيدة، التي تعمل في الأراضي الفلسطينية.
وتتضمن الحملة التي أطلقت اليوم من أمام مقر المجلس الثقافي البريطاني بمدينة رام الله، برامج وفعاليات سيتم تنظيمها خلال العام القادم بالتزامن مع الذكرى المئوية لوعد بلفور في 2 من نوفمبر/كانون ثاني من العام المقبل.
ووفق برامج الحملة المكونة من كافة الفصائل والقوى والمؤسسات الفلسطينية، فإنّ فعاليات ونشاطات مختلفة ستنظم خلال العام المقبل في الأراضي الفلسطينية بما فيها الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وفي كل أماكن تواجد الفلسطينيين في العالم وفي بريطانيا، علاوة على اتصال القائمين على الحملة بالأحزاب البريطانية للضغط على حكومتهم من أجل اعتذار بريطانيا وتحمل مسؤولياتها وتصحيح هذه الجريمة التي ارتكبت في عام 1917.
وفي هذا السياق، منعت قوات الأمن الأردنية، اليوم، الاعتصام الذي كان مقرراً أمام مقر السفارة البريطانية في العاصمة عمّان، بذكرى "وعد بلفور".
ولفتت اللجنة المنظمة للوقفة، إلى أنّ الاعتصام أمام مقر السفارة البريطانية في عمّان سيتزامن مع اعتصامات مشابهة أمام سفارات بريطانيا في العالم بذات التاريخ والتوقيت لمطالبة الحكومة البريطانية، بالاعتذار الرسمي عن تبعات ونتائج وعد بلفور.