ونشرت صفحة إخبارية محلية في السويداء مقربة من النظام على "فيسبوك" أن "جهة رسمية تابعة للفرقة الرابعة، وناطقة باسم القيادة السورية، كشفت عن قرار ينص على تسوية وضع كل عسكري فار ومطلوب للخدمة الإلزامية والاحتياطية في محافظة السويداء، شرط أن يكون متخلّفا عن الخدمة دون رفع السلاح بوجه الجيش"، مبينة أن على الراغبين بتسوية أوضاعهم "التوجّه إلى مركز نادي الرماية في مدينة السويداء لكتابة معلومات تفصيلية عن أنفسهم وأسباب فرارهم، وإلى ما هنالك من معلومات مطلوبة، لترسل إلى قطعاتهم العسكرية لنقل أوراقهم للقطاع الجنوبي، لتكون خدمتهم ضمن المحافظة ويكونوا تابعين للفرقة الرابعة، ومن يرغب بعد التسوية بالخدمة خارج المحافظة تطوعياً له خياره أيضاً".
وقال فادي، وهو شاب مطلوب للاحتياط ومفصول من وظيفته جراء عدم التحاقه بالخدمة الاحتياطية، في حديث مع "العربي الجديد": "المشكلة أن النظام لا يريد أن يفهم.. المشكلة أولا أنه ليست لنا ثقة في النظام أو في ضباطه. ثانياً لا أحد مؤمن بمعركته، ولم يعد لدى أحد استعداد للموت من أجله، وحتى الراتب لا يكفي ثمن سجائر، ولا توجد رعاية للجرحى، ولا تعويض حقيقي للقتلى، ومن يذهب من أجل الراتب فهو يذهب من الفقر وليس طمعاً بالراتب، بل بما يسمح له من تعفيش وسرقة ذخيرة".
وأضاف أن النظام "يظن اليوم أنه إذا أرسل يعرب زهر الدين فإن الشباب ستتسابق للالتحاق بالجيش.. سبق أن جاء الإيرانيون والروس وعرضوا علينا تشكيل لواء خاص بالسويداء، ورواتب بالدولار، وضماناً صحياً، لكن لم يجدوا من يستجيب لهم، لأننا لا نثق بأي طرف يقاتل، ثم إن المعركة ليست معركتنا".
من جانبه، رأى أسامة، وهو شاب في الثلاثينيات من العمر، في هذه الدعوة "إن كانت صادقة"، فرصة ليستعيد حياته، بعد أن شلت منذ 4 أعوام، إذ لا يستطيع مغادرة المحافظة أو القيام بأي معاملة رسمية، جراء فراره من الجيش بعد أن خدم نحو 3 أشهر خدمة احتياطية، بحسب ما قال لـ"العربي الجديد".
ولفت إلى أنه إلى اليوم لا يثق بما يقوله النظام، "إذ سبق أن ورّط الشباب وأخذهم إلى خارج المحافظة في عام 2015 عندما التحق مئات الشباب في تسوية مشابهة.. لم يبق منهم اليوم في القوات النظامية إلا قلة".
من جهتها، قالت أم عامر، وهي أم لخمسة شبان مطلوبين للخدمة في قوات النظام، بين إجبارية واحتياطية، في حديث مع "العربي الجديد": "لو جاءت الدولة جميعها وقالت لي إن خدمة أبنائي ستكون بباب البيت فلن أصدقهم، ابني الأوسط التحق في تسوية قبل عامين على الأساس نفسه، لكن بعد أشهر قليلة قاموا بسحب الجوالات منهم ووضعوهم بباصات على أساس لديهم مهمة داخل المحافظة، فوجدوا أنفسهم خارجها، ولولا لطف الله لعاد لي ابني جثة هامدة (..) من يريد القتال فليذهب ويقاتل، نحن لا نريد قتال أحد".
وأفادت معلومات متقاطعة بأن عددا من الشبان توجهوا إلى مقر الفرقة الرابعة في السويداء الكائن في نادي الرماية القريب من مدينة السويداء، للاستفسار عما يشاع عن التسوية، فتم إخبارهم بأن التسوية تقتضي الخضوع لدورة تدريبية في ريف دمشق، ليتم عقبها فرزهم لصالح الفرقة الرابعة في المنطقة الجنوبية، أي القنيطرة، درعا، السويداء، وليس حصرا في السويداء.
من جانبه، قال أحد الناشطين في المحافظة، طلب عدم ذكر اسمه، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه "قبل أيام انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لزهر الدين مع بشار الأسد، وقيل إن الأخير كلفه بتشكيل مليشيا من شباب السويداء المتخلفين عن الخدمة العسكرية الإجبارية والاحتياطية، تكون تابعة لمكتب أمن الفرقة، عقبها قام زهر الدين بعدة زيارات لوجهاء ومشايخ في المحافظة، آخرها لأحد مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز في المحافظة، يوسف جربوع، نقل عنه أنه تم بحث تدهور الأوضاع الأمنية في السويداء جراء انتشار جرائم الخطف والسلب والسرقة، وتجارة المخدرات والسلاح، وسط حديث عن أن التشكيل الجديد سيتولى دوراً كبيراً في حفظ أمن المحافظة".
ورأى المصدر ذاته أن "النظام لم يكن موفقاً باختيار زهر الدين لهذه المهمة، بالرغم من كل التعويم الذي اشتغلوا عليه منذ مقتل والده، عبر الاستقبالات الكبيرة له، إن كان في مناطق الدروز في ريف دمشق أو السويداء، فهو معروف من قبل الجميع بسوء السلوك، إضافة إلى أنه ليس عسكرياً، بل مقاتل مدني ضمن المليشيا المدنية التي كانت تقاتل مع والده في دير الزور، فضلاً عن أنه شاب متهور في قيادة السيارات، وأحد زبائن الملاهي الليلية في ريف دمشق، وليست له خبرة عسكرية، حتى أن المجتمع يوجه لوالدته انتقادات لاذعة عقب تسلمها رئاسة جمعية البستان التابعة لقريب الأسد رامي مخلوف، والتي تسبب فصيلها العسكري في السويداء بكثير من المشاكل، وغرر بالكثير من الشبان للالتحاق بالقتال".