تحتدم المعارك في بلدة الباغوز، شرق نهر الفرات، بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وما تبقى من عناصر تنظيم "داعش" في إطار الهجوم الشامل الذي بدأته "قسد" الليلة الماضية، والذي يستهدف القضاء على آخر جيوب التنظيم في المنطقة.
وقالت مصادر مقربة من "قسد" لشبكات محلية إن هذه العمليات المدعومة بطيران التحالف الدولي، تستهدف الضغط على عناصر وقادة التنظيم من جنسيات مختلفة لتسليم أنفسهم أو مواجهة الموت.
وكانت "قسد" أعلنت، في موقعها الإلكتروني، أنها "أطلقت المعركة الحاسمة لإنهاء ما تبقى من إرهابيي داعش"، مشيرة إلى أنه "بعد عشرة أيام من إجلاء أكثر من 20 ألف مدني وعزل ما تبقى من المدنيين من مخاطر الحرب، أطلقت المعركة هذه الليلة للقضاء على آخر فلول التنظيم في الباغوز".
وذكر المسؤول الإعلامي في "قسد" مصطفى بالي، عبر "تويتر"، أن "المعركة بدأت لتحرير المنطقة من قبضة التنظيم وإسدال الستار نهائيًا عن الوجود العسكري الإرهابي لداعش"، مشيرا إلى أن أشخاصا فروا من المنطقة أكدوا أنه "لا يزال هناك ما بين 500 و600 إرهابي فيها، إلى جانب مئات المدنيين"، مشيرة إلى أن "الإرهابيين في الباغوز أغلبهم أجانب".
وقالت مصادر محلية إن المعارك تسير بشكل حذر نتيجة الألغام المزروعة من قبل التنظيم في محيط الجيب الخاضع لسيطرته، والبالغ نحو 4 كلم2، وجاءت بعد فشل المفاوضات بين الجانبين، والتي كانت تجري عبر أجهزة اللاسلكي من أجل استسلام ما تبقى من عناصر التنظيم الذين يقدر عددهم بنحو 300 شخص، وكانوا يطالبون بتوفير ممر آمن لهم نحو البادية السورية، الأمر الذي رفضه ضباط التحالف الدولي.
وكانت "قسد" حققت تقدما كبيرا على حساب التنظيم شرق الفرات في الأيام الماضية، وتمكنت من حصره في بلدة الباغوز الواقعة على الحدود السورية- العراقية.
ويترافق الهجوم مع ضربات جوية مكثفة من طيران التحالف الدولي، والذي يقدم تغطية مدفعية وصاروخية على الأرض إلى جانب التغطية الجوية.
وأكدت مصادر محلية أن مئات العائلات ما زالت موجودة في المنطقة التي تتعرض للهجوم، وسط مخاوف جدية على حياتهم.
إلى ذلك، قتل ثلاثة مدنيين وجرح آخرون نتيجة اشتباكات بين تنظيم "داعش" وقوات "قسد" قرب حقل العمر النفطي بمحافظة دير الزور، وذلك إثر تسلل مجموعة من التنظيم إلى الحقل في منطقة ذيبان شرق مدينة دير الزور من جهة مساكن العمال، التي يقطنها مدنيون ونازحون، حيث قامت بمهاجمة عناصر "قسد" المتمركزين هناك باستخدام ثلاث دراجات نارية مفخخة.
وقال مصدر في "قسد" لوكالة "سمارت" إن طائرات التحالف قصفت مواقع الاشتباكات، ولم يتضح بالتالي المسؤول عن مقتل المدنيين، هل هو قصف التحالف أم تفجيرات التنظيم.
ومن جهة أخرى، أكدت شبكات محلية أن تنظيم "داعش" أعدم عنصرين من مليشيا "قسد" شرقي دير الزور.
وذكرت "فرات بوست" أن عناصر "داعش" أعدموا عنصرين رمياً بالرصاص، كان التنظيم أسرهم خلال المعارك الدائرة بريف دير الزور الشرقي، وهما من العناصر العربية في "قسد".