اطلع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من قادة عسكريين، على آخر تطورات عملية "غصن الزيتون"، في مدينة عفرين بمحافظة حلب، شمالي سورية. وفي حين يلتقي وفد أميركي مع مسؤولين أتراك، اليوم الثلاثاء، في أنقرة، لبحث الأوضاع الأمنية ومن ضمنها معركة عفرين، دعا وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أنقرة إلى ضبط النفس في عملياتها العسكرية وفي خطابها.
ونقلت وكالة "الأناضول"، عن مصادر في الرئاسة التركية، أنّ أردوغان تواصل، من المجمع الرئاسي في أنقرة، مساء الإثنين، مع عدد من القادة العسكريين، عبر نظام "فيديو-كونفرانس"، للاطلاع على آخر تطورات العملية، في ثالث أيامها.
وتواصل الرئيس التركي، وفق المصادر، مع القيادة الثانية للجيش التركي المسؤولة عن إدارة عملية "غصن الزيتون"، وأُحيط علماً بآخر المعلومات المتوفرة عنها، من الفريق أول إسماعيل متين، قائد الجيش الثاني.
وتحدّث الرئيس التركي مع عدد من الجنرالات أثناء أداء عملهم في مركز العملية برئاسة هيئة الأركان، ومركزها في قيادة القوات البرية.
وقد أخبر القادة الرئيس التركي بأنّ العملية "تسير بالشكل المخطط له، وأنّ المعنويات في أعلى مستوى لها"، بحسب المصادر.
وأعرب أردوغان للقادة، وفق المصادر، عن "أمنياته بتحقيق النجاح المنتظر من العملية، بهدف تحقيق وإرساء الأمن القومي".
كما اطلع الرئيس التركي على آخر الأوضاع في عدد من الولايات الجنوبية في البلاد، من خلال الاتصال المباشر مع ولاة: هطاي، أردل أطا، وشانلي أورفا، عبد الله أرين، وكليس، محمد تكين أرسلان، وغازي عنتاب علي يرلي قايا.
وبدأت، مساء السبت الماضي، عملية "غصن الزيتون" بالتعاون بين الجيش التركي و"الجيش السوري الحر"، ضدّ مليشيات "حزب الاتحاد الديمقراطي"، (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني).
وفد أميركي بأنقرة وماتيس يدعو لـ"ضبط النفس"
إلى ذلك، من المرتقب أن يلتقي، اليوم، وفد يضم مسؤولين أميركيين مع مسؤولين أتراك، في وزارة الخارجية وقيادة الأركان، بالعاصمة أنقرة، لبحث عدد من المسائل، على رأسها سورية، والتعاون القضائي بين البلدين، وفق ما ذكرت "الأناضول".
ويترأس الوفد الذي وصل أمس، مساعد مستشار وزارة الخارجية الأميركية، جوناثان كوهين، ويضم أيضاً مسؤولين من وزارة الدفاع (البنتاغون)، حيث يلتقي الوفد مسؤولين في الخارجية التركية برئاسة مساعد مستشار الوزارة أحمد مختار غون.
ويتوجه الوفد الأميركي، في وقت لاحق، إلى رئاسة الأركان التركية، حيث يعقد لقاءات هناك.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، أدريان رانكين غالوي، قد أكد أن مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية سيرافقون الوفد لمناقشة المواضيع الأمنية، بما في ذلك موضوع عفرين.
وأضاف "نحن نأخذ المخاوف الأمنية التركية على محمل الجد، ونحن ملتزمون بالعمل بشكل مشترك مع تركيا، التي هي حليفنا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وشريكنا في مكافحة تنظيم داعش وباقي التنظيمات الإرهابية، ونحن في الأساس نعمل بشكل قريب مع تركيا بخصوص حزب العمال الكردستاني الذي هدد الأمن التركي".
بدوره، دعا وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من جاكرتا، اليوم الثلاثاء، تركيا إلى "ضبط النفس" في الهجوم الذي تشنه في منطقة عفرين.
وقال ماتيس للصحافيين المرافقين له، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس": "إن العنف في عفرين يحدث بلبلة في منطقة من سورية كانت حتى الآن مستقرة نسبياً. إننا نطلب من تركيا التحلي بضبط النفس في عملياتها العسكرية وكذلك في خطابها".
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، قد شدد على أنّ عملية "غصن الزيتون" "ليست ضدّ الأكراد أو سورية أو حتى مدينة عفرين، وإنّما ضد تنظيم إرهابي تدعمه الولايات المتحدة الأميركية".
وقال كالن، مساء الإثنين، في مقابلة مع قناة "بي بي سي ورلد" البريطانية، إنّ "هذه العملية لا تستهدف الأكراد ولا سورية ولا حتى عفرين، وإنّما تستهدف تنظيم (ب ي د/بي كا كا) الإرهابي الذي تدعمه أميركا بدعوى أنّه يحارب (داعش) في منبج ومناطق أخرى بسورية".
وأضاف "لن نسمح لهذه الشبكة الإرهابية بالقيام بأية فعاليات عند حدودنا، كما أنّ سكان عفرين يرغبون في ابتعاد هؤلاء الإرهابيين عن المنطقة".
— BBC News (World) (@BBCWorld) January 23, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— BBC News (World) (@BBCWorld) January 23, 2018
|
وتابع "سنطهر هذه المنطقة من الإرهابيين، وسيتولى السكان المحليون إدارة منطقتهم، وسنرسل المساعدات الإنسانية لهم، وسنحقق الأمن على حدودنا، وهذا كله يصب بمصلحة وحدة الأراضي السورية".
وتطرّق كالن إلى الدعم الأميركي للمليشيات الكردية، مشدّداً على أنّ "تنظيم داعش لن يهزم بتنظيم إرهابي مثله".
وذكّر أنّ "حزب الاتحاد الديمقراطي" هو الامتداد السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" المدرج لدى أوروبا وأميركا على قوائم الإرهاب، داعياً واشنطن إلى وقف دعمها له وفق وعودها لأنقرة.
كما أعرب كالن عن رغبة بلاده في الحصول على دعم وتأييد حلف شمال الأطلسي (ناتو)، باعتبارها دولة في الحلف.
وذكّر بأنّه قبل انطلاق عملية "غصن الزيتون"، أطلعت تركيا حلفاءها على خططها في هذا الشأن، مضيفاً "لكننا اضطررنا لبدء العملية بشكل أحادي، لأنّنا مسؤولون عن حماية حدودنا وأمننا".
(العربي الجديد)