كشفت مصادر رسمية مصرية، مقربة من اللجنة المصرية المعنية بمتابعة الملف الليبي، التي يترأسها رئيس الأركان المصري، الفريق محمود حجازي، عن مطالبات أميركية رفيعة المستوى بأداء دور أوسع، وممارسة ضغوط على معسكر طبرق، الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر، ورئيس مجلس نواب برلمان طبرق، عقيلة صالح، للتعاون مع رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج.
وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن السراج زار القاهرة أخيراً بشكل غير معلن، عقب عودة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي من الولايات المتحدة، التي التقى فيها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، موضحة أن ترامب طالب السيسي بشكل واضح ومن دون مواربة بضرورة إقناع عقيلة صالح، وقادة معسكر الشرق الليبي بمنح الثقة لحكومة السراج في أسرع وقت، للمساهمة بعودة الاستقرار إلى ليبيا. وأوضحت المصادر أن "ترامب طالب السيسي بأداء دور في إنهاء الخلافات بين حفتر والسراج، والتوصل إلى صيغة للتنسيق في ما بينهما، لمواجهة العناصر المتطرفة وعدم اقتتال القوات التابعة لكل منهما، وانشغالها عن مواجهة المتطرفين".
تجدر الإشارة إلى أن مجلس النواب المنعقد في طبرق، رفض منح الثقة مرتين متتاليتين لحكومة الوفاق، التي يترأسها السراج. كما رفض حفتر اللقاء المعلن مع السراج في القاهرة، خلال محاولة للوساطة قامت بها اللجنة المعنية بالشأن الليبي التي يقودها حجازي. وكان مصدر رفيع المستوى في حكومة الوفاق الليبية أكد، لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، تلقي السراج دعوة لزيارة العاصمة الأميركية واشنطن خلال شهر يونيو/حزيران المقبل، لافتاً إلى أن الزيارة ستشمل لقاء مع ترامب وعدد من أعضاء إدارته. ورجّح المصدر إجراء لقاء بين السراج وقائد القوات التابعة لمجلس نواب طبرق شرقي ليبيا، خليفة حفتر، في إشارة إلى إمكانية إجراء المقابلة في العاصمة الأميركية، في وقت تبذل فيه دوائر مصرية وإماراتية جهوداً كبيرة لترتيب زيارة لحفتر إلى الولايات المتحدة الأميركية. ويتعزز هذا الاعتقاد بعد تلميح النائب الإيطالي، أليساندرو باغانو، إلى أن "ترامب قد يلتقي في شهر يونيو/حزيران المقبل في واشنطن كلاً من السراج وحفتر"، بحسب وكالة الأنباء الإيطالية "آكي". ولم تقدم الإدارة الأميركية بعد أي مبادرة حيال الملف الليبي، وسط أنباء عن نية ترامب تعيين مبعوث خاص له إلى ليبيا.