وقال وليد الهذلول (31 عاماً)، في مقابلة حصرية مع صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، الجمعة، "أنا قلق عليها (لجين) لأننا لا نتلقى أي رد رسمي. ومن المحتمل أنّ الأمر يزداد سوءاً. لقد أثار غياب الشفافية العديد من الإشارات الحمراء، حول العدالة وسيادة القانون" في السعودية.
واعتقلت السلطات السعودية، في مايو/ أيار 2018، لجين الهذلول (29 عاماً)، إحدى الناشطات اللواتي طالبن برفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، مع 10 ناشطات أخريات في المملكة.
وذكرت عائلة الهذلول، ومنظمة "هيومن رايتس ووتش"، في الأشهر الأخيرة، أنّ لجين وناشطات أخريات معتقلات، يتعرّض للتعذيب والتحرّش الجنسي، في المعتقل.
وأخبرت الهذلول والديها بأنّها احتُجزت في الحبس الانفرادي، وتعرّضت للضرب، والتعذيب بالإيهام بالغرق والصعق بالصدمات الكهربائية، فضلاً عن التحرش الجنسي، والتهديد بالاغتصاب والقتل.
وقال شقيقها وليد إنّ العائلة لم تكن تدري بمكان اعتقال لجين، التي صنّفت بالمركز الثالث في قائمة النساء العربيات الأقوى في العالم لعام 2015، بعد شهر من اعتقالها في البداية، في مايو/ أيار الماضي.
Twitter Post
|
وأوضح وليد الذي يعيش حالياً في أونتاريو بكندا، أنّ عائلة لجين اعتقدت في البداية أنّه سيتم استجوابها، ومن ثم سيُطلق سراحها، من دون أن تدري شيئاً في البداية عن سوء معاملتها وما تتعرّض له في السجن.
وتابع "لم يخطر ببالنا قط أنّها ستتعرّض لمعاملة وحشية وتعذيب. لم نكن نعلم عن كل هذا الجنون، حتى نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إذ بدأت لجين بكشف كل شيء لوالديّ. تنبّها إلى أنّ يديها كانتا ترجفان، وشاهدا علامات التعذيب... الحروق والكدمات على رجليها".
وأخبرت لجين عائلتها بأنّها تتعرّض للجلد والضرب والصعق بالكهرباء على كرسي، فضلاً عن مضايقات متكررة، من قبل رجال ملثمين يوقظونها أحياناً في منتصف الليل، لإسماعها تهديدات، واعتداءات جنسية لفظية.
وتحدّث وليد عما تتعرّض له شقيقته، قائلاً لـ"ذي إندبندنت": "وضع أحد المحققين ساقيه على ساقي أختي كأنّه يضع ساقيه على طاولة. كان يدخن وينفخ الدخان بوجهها".
Twitter Post
|
وأشار إلى أنّ سعود القحطاني، المستشار السابق لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كان يشرف على تعذيب لجين، قائلاً لها في وقت ما الصيف الماضي: "سوف نغتصبك ثم نقتلك، ونقطع جثتك إلى قطع ونرميها في شبكة الصرف الصحي".
وأُقيل القحطاني، رئيس قسم الاتصالات السابق في الديوان الملكي، من منصبه، على خلفية دوره، وفق ما قال محققون سعوديون، في جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضاف وليد الهذلول، للصحيفة، "قيل إنّه تم طرد القحطاني بسبب جريمة خاشقجي، لكن لا يبدو أنّه تم استبعاده فعلاً. جرى فصله رسمياً، لكن يبدو أنّه لا يزال يدير وسائل الإعلام والمتصيدين على تويتر".
ولفت إلى أنّ شقيقته تقدّمت بشكوى عن "تعذيبها وظروف اعتقالها" عندما كانت في سجن ذهبان بالقرب من مدينة جدة، غير أنّ الشكوى جرى تجاهلها، مشيراً إلى أنّها قدمت شكوى أخرى في سجن الحائر بالقرب من العاصمة الرياض، حيث يتم احتجازها حالياً.
وذكّرت الصحيفة البريطانية أنّ لجين الهذلول خريجة جامعة "كولومبيا البريطانية" في كندا، ظهرت إلى جانب دوقة ساسيكس ميغان ماركل، في قمة "One Young World" للقادة الشباب، بالعاصمة الكندية أوتاوا في عام 2016.
وكانت إحدى الناشطات اللواتي بدأن بحملة سلمية للسماح للنساء بقيادة السيارة، وقد ألقي القبض عليها في عام 2014 وأطلق سراحها، عندما حاولت قيادة سيارة عبر الحدود من الإمارات.
وأوضح وليد أنّه لا يستطيع العودة إلى السعودية، بعدما تم منعه هو وأسرته من السفر إلى خارج البلاد، مشدداً على أنّه "لا يوجد أساس قانوني" للحظر. وقال: "أرغب في أن أعود وأساهم في بلدي، لكن لماذا أعود إلى السعودية بينما لا يمكنني المغادرة؟".
وتدافع الرياض عن اعتقالها الناشطات، وتتهمهن بأنّهن يهددن الأمن القومي، وكن على "تواصل مشبوه مع كيانات أجنبية".
وختم وليد بالقول إنّه "عندما تم القبض على لجين، فضّلنا عدم الظهور في وسائل الإعلام، لأننا اعتقدنا أنّ الصمت سيحل المشكلة. غير أنّ ذلك حقيقة جعل الأمور أسوأ".
وأشارت "ذي إندبندنت" إلى أنّ ممثلاً عن الحكومة السعودية لم يرد على الفور على طلبها للتعليق على تصريحات وليد الهذلول.