ووفقاً لمعلومات، حصلت عليها "العربي الجديد" من مسؤولين داخل مكتب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، فإن موسكو قدمت تلك المساعدات بناء على طلب من تلك المليشيات، وبمعزل عن الحكومة العراقية، إلا أن المتحدث باسم تلك المليشيات، أحمد الأسدي، قال إنه تم الاتفاق على تزويد روسيا لـ"الحشد" بالأسلحة، لكنها لم تصل إلى العراق حتى الآن. ويرى مراقبون للشأن العراقي أن التقارب الروسي مع مليشيات "الحشد الشعبي"، التي ترعاها إيران، يندرج ضمن التنافس الأميركي الروسي في المنطقة وتضارب مصالح كل طرف، في الوقت الذي يتخوف فيه مسؤولون عراقيون من تحول الجيش العراقي الرسمي إلى قوة ثانية أو حتى ثالثة بعد مليشيات "الحشد" والبشمركة الكردية، في خطة إيرانية تهدف لتثبيت المليشيات.
وزارت شخصيات مليشياوية وزعماء أحزاب دينية العاصمة الروسية موسكو ثلاث مرات خلال الأشهر الستة الماضية، كان أبرزها في 10 يونيو/ حزيران و20 ديسمبر/ كانون الأول الماضيين، أعلنت خلالها مليشيات "الحشد" لقاء زعيمها فالح الفياض مع سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، وتسليمه رسالة خطية إلى الرئيس فلاديمير بوتين. وقال مسؤول رفيع المستوى في مكتب العبادي، لـ"العربي الجديد"، إن "مليشيات الحشد حصلت مع انطلاق معركة الموصل، منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على أسلحة روسية متوسطة وخفيفة والذخيرة الخاصة بها، فضلاً عن قاذفات من طراز آر بي جي 7 وآر بي جي 9 وبنادق قناصة مختلفة، وسترات واقية من الرصاص من دون مقابل"، مبيناً أن "تاريخ صنع غالبية تلك الأسلحة يعود إلى التسعينيات، لكنها جديدة، وغير مستعملة، وتبقى فعالة في حرب مثل الحرب العراقية اليوم".
وحول موقف الحكومة العراقية، قال المسؤول إن "الحكومة لا علم لها بالموضوع، رغم أن الأسلحة عبرت ووصلت إلى العراق تحت عنوان مساعدة القوات العراقية، وهي إشارة واضحة إلى الجيش العراقي"، إلا أن المتحدث الرسمي باسم مليشيات "الحشد الشعبي"، أحمد الأسدي، أكد لـ"العربي الجديد"، "الاتفاق مع موسكو لتزويد الحشد بالسلاح الروسي، لكنها لم تصل العراق حتى الآن". وأضاف أن "رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، بحث خلال لقائه كبار المسؤولين الروس في موسكو أخيراً، تجهيز الحشد بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وتم الاتفاق على ذلك، لكن حتى الآن لم تصل تلك الأسلحة"، موضحاً "تم تقديم الضمانات اللازمة للروس أن تلك الأسلحة ستكون في إطار محاربة الإرهاب".
إلى ذلك، قال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، العميد يحيى رسول، لـ"العربي الجديد"، إن "أي اتفاق في هذا الإطار يجب أن يكون من خلال الحكومة"، نافياً علمه "بوصول أي أسلحة من الخارج إلى الحشد أخيراً". وحول التضارب في المعلومات بين وصول تلك الأسلحة ونفي ذلك، تؤكد مصادر مقربة من مليشيات "الحشد" أنها تسلمت فعلاً أسلحة روسية لكن عن طريق إيران، وهي ليست المرة الأولى التي تتسلم فيها المليشيات دفعات أسلحة مختلفة، بينها عربات عسكرية، من النظام الإيراني، الذي يعتمد هو الآخر على التسليح الروسي لقواته. ووفقاً للمصادر، فإنه "لا يعلم ما إذا كانت هذه الدفعة من المساعدات هي التي وعدت بها روسيا، أو أنها ضمن برنامج رعاية إيراني لتلك المليشيات".