وقال مصدر محلي أن قوة أميركية تجولت صباح اليوم السبت في الأحياء الجنوبية للفلوجة، برفقة قوة أمنية عراقية، موضحاً لـ "العربي الجديد" أن الجولة شملت أحياء الرسالة والشهداء وجبيل ونزال في القاطع الجنوبي للمدينة.
ولفت إلى أن القوة الأميركية دخلت من المنفذ الغربي للفلوجة حيث قوة من الشرطة، والجيش، ومليشيا "الحشد الشعبي"، مشيراً إلى أن هذه الجولة جاءت لرفع مخلفات تنظيم "داعش"، ودعم الاستقرار في المدينة.
وهذه المرة هي الأولى التي تظهر فيها قوات أميركية وهي تتجول في الفلوجة، منذ تحرير المدينة من "داعش" الإرهابي قبل نحو عامين.
وقالت مصادر أمنية محلية، إن طائرات أميركية ألقت الثلاثاء الماضي منشورات على شكل عملات معدنية، وأخرى ورقية تحمل علم النظام العراقي السابق، الذي كان يترأسه الرئيس الراحل صدام حسين في مدن محافظة الأنبار، مبينة أن معظم العملات والمنشورات الورقية ألقيت في المدن الرئيسية العالية الكثافة السكانية، كالرمادي (مركز محافظة الأنبار)، والفلوجة، وحديثة، وهيت، وراوة، وعانة، ومناطق أخرى، وموضحة أن العملات والمنشورات حملت صوراً كذلك للعلم الأميركي.
يأتي ذلك في وقت تتحفظ فيه السلطات العراقية على الأنباء، التي تتحدث عن قيام قوات أميركية بالتجول في مدن عراقية.
وكان عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي سعران الأعاجيبي، قد أكد لـ"العربي الجديد"، عدم وجود أي قواعد عسكرية أميركية منفردة على الأراضي العراقية، مبيناً أن المستشارين والمدربين الأميركيين يوجدون في معسكرات عراقية.
وأشار إلى أنّ رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الأول الركن عثمان الغانمي، أبلغ لجنته عدم وجود قواعد أميركية، مؤكداً أنّ "مهمة العسكريين الأميركيين تنحصر في تدريب القوات العراقية، وتقديم الإسناد الجوي للقوات العراقية على الأرض، في حال احتاجت إلى ذلك".
في الأثناء، أكدت قيادة العمليات العسكرية العراقية المشتركة عدم وجود قواعد منفردة للقوات الأميركية في العراق، مشيرة في الوقت نفسه إلى وجود الأميركيين في معسكرات مشتركة مع الجيش العراقي.
وقال نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير يارالله، إن قوات التحالف الدولي التي تقودها واشنطن في العراق، أدّت دوراً محورياً ومهماً خلال سنوات الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي، مبيناً أن دور الجانب الأميركي في الحرب مثل أكثر من 80%، فضلاً عن تقديم الإسناد الجوي والمدفعي.
ولفت إلى قيام قوات التحالف الدولي بتدريب أكثر من 54 لواءً عسكرياً عراقياً خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى تقديم دعم لوجستي واقتصادي بلغ نحو 11 مليار دولار أميركي أثناء سنوات الحرب على "داعش".
وفي حين نفى وجود قواعد أميركية في العراق، لفت في مقابلة مع وسيلة إعلام محلية إلى أن القوات الأميركية توجد في قواعد ومعسكرات مشتركة هي عين الأسد، الحبانية والقيارة، من أجل تقديم الإسناد القتالي، وفي معسكري الفوسفات، وبير المراسمة، من أجل تقديم الدعم بالمدفعية.
وأوضح أن القوات الأميركية في معسكري التاجي وبسماية، وقاعدة بلد الجوية تتولى التدريب والتطوير والصيانة، بينما يقدم الأميركيون الموجودون في قاعدة "كي وان" الإسناد الاستخباراتي، وتنفذ العمليات الخاصة المشتركة مع قوات مكافحة الإرهاب العراقية.
وشدد على أن القرار في الشأن الأمني عراقي حصراً، والتحالف الدولي يقدم الإسناد فقط، مبيناً أنه ليس من مصلحة العراق خفض أدوار التحالف الدولي العسكرية واللوجستية خلال السنوات المقبلة.