أكدت تصريحات القادة الميدانيين العراقيين، أنّ تنظيم "داعش"، يعيش أيامه الأخيرة في المدينة القديمة بالجانب الأيمن للموصل، فيما تكثّف القوات العراقية قصفها الجوي والمدفعي على المناطق التي ما تزال تحت سيطرة التنظيم، الأمر الذي تسبب بسقوط ضحايا، بحسب سكان محليين.
وقال قائد الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد شاكر جودت، اليوم السبت، إنّ قواته تخوض قتال الساعات الأخيرة في المدينة القديمة بالجانب الأيمن للموصل، موضحاً، في بيان، أنّ قواته توشك على إنهاء مهامها القتالية في المدينة.
وأشار إلى "استمرار العمليات العسكرية في المدينة القديمة بالموصل، من أجل القضاء على العناصر الإرهابية المختبئة في الأنفاق"، مضيفاً: "ما هي إلا مسافات وساعات قليلة وسنزف البشرى بتحرير مدينة الموصل".
وأكد مسؤول الإعلام بقوات الشرطة الاتحادية العراقية عبد الرحمن الخزعلي، تمكّن القوات العراقية من قتل 83 عنصراً بتنظيم "داعش"، الليلة الماضية، خلال معارك في المدينة القديمة بالموصل، مشيراً، خلال تصريح صحافي، إلى تدمير ثلاث مضافات للتنظيم، والعثور على معمل لتفخيخ السيارات، ونفق كبير لتنقل عناصر التنظيم بين الأحياء.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية بالموصل، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ ما تبقى من المدينة القديمة تحت سيطرة "داعش" يتعرض لقصف جوي ومدفعي عراقي غير مسبوق، مشيرة إلى أنّ القوات العراقية تحاول حسم المعركة بأسرع وقت ممكن، دون الاكتراث لحياة آلاف المدنيين المحاصرين.
وسقط قتلى وجرحى خلال القصف المتواصل منذ عدة أيام، بحسب المصادر، مؤكدة أنّ "داعش" يمنع السكان من مغادرة المدينة القديمة، ويلوح بعقوبات لمن يفعل ذلك.
وأقرّ التحالف الدولي ضد "داعش"، بقيادة واشنطن، أمس الجمعة، بمقتل ما لا يقل عن 600 مدني في ضربات جوية للتحالف في العراق وسورية، خلال الفترة الممتدة ما بين أغسطس/ آب 2014، ومايو/ أيار 2017، مؤكداً، في تقرير، أنّ طائراته نفّذت نحو 22 ألف ضربة جوية، منذ بدء الحملة العسكرية ضد تنظيم "داعش".
ولم تقتصر أسباب سقوط ضحايا مدنيين في الموصل، على قصف القوات العراقية والتحالف الدولي، إذ قام تنظيم "داعش" بدوره، بإعدام العشرات في بلدة تلعفر (غرب الموصل) بحسب المرصد العراقي لحقوق الإنسان.
وأكد المرصد، أمس الجمعة، في بيان، قيام "داعش" بإعدام حوالى 200 مدني في حي القادسية بتلعفر، بسبب محاولتهم الهروب من البلدة، موضحاً أنّ عناصر التنظيم قاموا بتعليق 17 جثة على أعمدة الكهرباء، والبوابة الشرقية لتلعفر.