وقال الباحث سعود المولى إن "الفاعل الأساسي في هذه الانتفاضة هم من فئة الشباب الأصغر سناً، وإن كان هذا لا ينفي تنوع وشمول البنية الاجتماعية الفاعلة فيها".
وفي معرض تحليله للسياقات الداخلية لهذه الانتفاضة، لفت المولى إلى أن ""حزب الله" بات جزءاً من بنية السلطة في لبنان، وهو يتحاصص مع من صنعوا اتفاق الطائف، بعد أن كان يقدم نفسه باعتباره من خارج السلطة السياسية للبلاد"، مضيفاً أن "كل الحكومات تشكّلت وفقاً لهوى "حزب الله""، وأن حكومة سعد الحريري المستقيلة "محميّة من قبل "حزب الله"".
ولفت إلى أن "الجديد في هذه الانتفاضة هو تبلور وعي الناس بأن كل الطبقة السياسية يجب أن ترحل، وأنها جميعها مشاركة في صناعة الفساد، فشعار "كلن يعني كلن" ليس شعاراً سطحياً، إنما شعار يدل على تنامي الوعي السياسي الشعبي".
وقال الباحث أدهم صولي إن "ما يحصل في لبنان هو انتفاضة، لكن ميزان القوى السياسية الحالي غير جاهز لإحداث تغيير"، مضيفاً: "هي أقل بكثير من ثورة، وأكثر بكثير من مجرد حراك، وقد بدأت عفوية إلى حد بعيد، ودون قيادة واضحة إلى حد بعيد أيضاً"، حيث تنشأ في لبنان الآن "حركة اجتماعية، لا مجرد حراك سياسي، وبالتالي فهي حركة طويلة الأمد".
وأضاف أن "العصب الأساسي لهذه الانتفاضة وجع الناس، وليس ما تحاول بعض الوكالات الإعلامية ترويجه باستخدام صور الحشود الكرنفالية"، مشيراً إلى أن "الانتفاضة رسخت الهوية الوطنية اللبنانية"، مطالباً بـ"تحويل القيم الجديدة إلى برامج سياسية"، وقال إن "نظام القيم الجديد، الذي عايناه خلال الانتفاضة اللبنانية، هو ما يعوَّل عليه لبناء لبنان الجديد".
وكان الباحث سهيل القش قد اعتبر في معرض تشخيصه لاحتجاجات لبنان في السياق الإقليمي المتغير، أن "لبنان هو مرآة لما يحصل في الوطن العربي وتحكمه اعتبارات الـ"جيوبوليتيك"، وأنه عام 2006 حدث انتقال في النفوذ والتأثير في الخريطة السياسية اللبنانية من سورية إلى إيران".