مع ازدياد التنافس بين الأطراف السياسية التركية في انتخابات الإعادة لمحليات إسطنبول، في 23 حزيران/ يونيو المقبل، ظهر سجال جديد بين التحالف الجمهوري الذي يقوده حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، وبين تحالف الشعب الذي يضم أحزاب المعارضة، على الشعارات حول مستقبل المدينة.
بداية السجال كانت مع طرح مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، الذي سحبت منه وثيقة الفوز بعد إقرار إعادة الانتخابات، لشعار "كل شيء سيكون جميلا"، وتم استخدامه في وسائل التواصل الاجتماعي في هاشتاغات عديدة، ولاقى دعما من قبل المشاهير الأتراك من فنانين ومطربين وسياسيين، ليصبح شعارا يتم طرحه في كل مناسبة سياسية للمعارضة، والتأكيد على أنهم الخيار البديل.
الحزب الحاكم استقبل هذا الشعار بالتأكيد على أنه واحد من شعارات "جماعة الخدمة" التي يتزعمها الداعية "فتح الله غولن" المتهم بالوقوف حلف المحاولة الانقلابية الفاشلة في العام 2016، ومصنفة إرهابية في تركيا، مستذكرين تغريدات ومقولات لقيادات الجماعة استخدمت هذا الشعار خلال سنوات المواجهة بين "العدالة والتنمية" والجماعة.
لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فخلال جولة ميدانية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في إسطنبول قبل أيام، عقب برنامج إفطاري، قال له أحد الشباب إن "كل شيء سيكون جميلا"، ليرد عليه أردوغان "كل شيء سيكون أكثر جمالا"، لتتلقف الأوساط المؤيدة لـ"العدالة والتنمية" هذا الشعار، وتبدأ بالتغريد عليه، ليكون مسار جدال بين الطرفين.
وتواصلت تداعيات التنافس على الشعار والسجال عليه عندما غرد مرشح "العدالة والتنمية" بن علي يلدريم، جزءا من حديث عندما سأله أحد الشباب عن أسباب إعادة الانتخابات بالقول "بكل بساطة لقد سرقوا" قاصدا أصوات الناخبين، واستخدم فيها وسم "سيكون أكثر جمالا"، لكنه تحول إلى شد وجذب بين "العدالة والتنمية" والمعارضة.
وسبب الجدال الجديد هو مطالبة المعارضة ليلدريم بأن يقدم إجابات على مزاعمه بالسرقة، ومنها: "من سرق، ومتى سرق، وماذا سرق، وأين الدليل، وكيف؟" وتواصل الأمر مع ظهور يلدريم في برنامج تلفزيوني جدد فيه ادعاءاته، بحصول عملية السرقة، ولكنه لم يقدم أي دلائل عليها.
وكتب الإعلامي أحمد هاكان الشهير، والمحسوب على المعارضة، مقالا سأل فيه يلدريم عن هذه التساؤلات، وضرورة أن يقدم الإجابات عنها، لكي لا تكون مجرد ادعاءات لكسب الأصوات وانعكاس ذلك على حزب العدالة والتنمية، وعلى مزاج الناخبين.
ومع استعدادات كل طرف للبدء بحملات انتخابية مكثفة، يعمل كل تحالف على استراتيجيات جديدة، ويقوم على تغيير استراتيجيات أخرى مخالفة لما سبق، ولكن يبدو أن هذه الانتخابات ستكون حامية الوطيس في الأيام المقبلة، وستكون ميدانا لإثبات الذات، سواء من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، أو من قبل المعارضة.