وأشار الرئيس التركي، في الكلمة الختامية للاجتماع التشاوري الموسع لحزب العدالة والتنمية في ولاية آفيون، وسط البلاد، إلى "وجود محاولات جادة لتأسيس دولة على طول الحدود الشمالية لسورية، وأنه في حال التزمت أنقرة الصمت حيال ذلك، فإنّ تلك المحاولات ستتحقق".
وأضاف أردوغان حسب ما نقلت وكالة "الأناضول": "مضطرون لعرقلة الحزام الإرهابي المراد إنشاؤه من أقصى شرق سورية إلى البحر المتوسط، فلا يمكننا السماح بتنفيذ هذا المشروع، ولو تحقق ذلك فإننا سنواجه أحداثا مماثلة لتلك التي حصلت في كوباني (مدينة عين العرب السورية)". وأكّد: "لن نسمح أبدا بمحاصرة تركيا في مواجهة التهديدات القادمة من العراق وسورية".
وأمس السبت أيضاً، أكّد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، أنّ هدف بلاده من نشر قوات في إدلب، هو "وقف الاشتباكات تماما والتمهيد للمرحلة السياسية في البلاد".
ومنتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (روسيا وتركيا وإيران) توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض توتر في إدلب، وفقا لاتفاق موقع في مايو/ أيار الماضي.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، أكد أنّ هدف بلاده من نشر قوات في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، يتمثل في "وقف الاشتباكات تماماً، والتمهيد للمرحلة السياسية في البلاد"، ممثلة في إحياء محادثات جنيف.
وخلال تصريحات أدلى بها للصحافيين في ولاية أفيون، على هامش اجتماع تشاوري لحزب "العدالة والتنمية"، قال جاووش أوغلو إنه "سيتم تقييم الأوضاع على الأرض من قبل المخابرات والجيش، وسيتم اتخاذ الخطوات وفق ذلك".
وأشار الوزير التركي إلى أنه تحدّث مع نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، فيما يخص كلا من إقليم كردستان العراق وإدلب في سورية، وأيضا القضايا القنصلية، مبينا أنه "بالأساس نتحدث مع ريكس تيلرسون كل يوم في مواضيع مختلفة، لدينا حوار جيد، كما تحدثنا مع وزير الخارجية الإيراني، (جواد ظريف)، ونتابع الأوضاع في إدلب".
وعن الدور المحتمل للجيش التركي داخل إدلب، قال جاووش أوغلو "لدينا اتفاقات في أستانة، ونسعى إلى وقف الاشتباكات في هذه المنطقة، أي (إقامة) منطقة وقف اشتباكات أو خفض التصعيد. بطبيعة الحال، سيتواجد مراقبون إيرانيون وروس في مناطق معينة، كما سيتواجد مراقبونا داخل مناطق آمنة في إدلب، من دون أن يكونوا معرّضين لأية مخاطر، لأنه يوجد لكل طرف ضامن".
وأكد جاووش أوغلو أن أنقرة طالبت روسيا بعدم توجيه ضربات جوية في إدلب، وقال "في إدلب تتواجد بشكل كبير قوات الجيش السوري الحر، وهناك أيضا مدنيون ممن غادروا حلب إلى إدلب، وكما في كل منطقة يتواجد أيضاً عناصر راديكالية، وقلنا لروسيا وللباقين، لا تقوموا بالقصف من الجو، لأن المدنيين يموتون في هذا القصف".
وأشار إلى أن الهدف من نشر القوات أيضاً هو إحياء مفاوضات جنيف، مضيفاً "إن أستانة منصة لمنع الاشتباكات وزيادة الأمن، والآن هدفنا إحياء عملية جنيف، ويعمل (المبعوث الأممي إلى سورية)، دي ميستورا، على هذا الأمر، ونحن نقدم له الدعم".
وكان الجيش التركي قد رفع، يوم السبت، وتيرة تحركاته العسكرية في المنطقة، في إطار استعداداته للانتشار في محافظة إدلب. ويأتي هذا الانتشار بموجب اتفاق توصلت إليه الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) لمسار مفاوضات أستانة، بشأن إنشاء منطقة "خفض توتر" في إدلب.