وأوضح رئيس فريق "طالبان"، الذي تفاوض مع المسؤولين الأميركيين في الدوحة الأسبوع الماضي، شير محمد عباس ستانكزاي، وهو رئيس المكتب السياسي للحركة سابقاً، في حوار مع صحيفة "نن تكي آسيا"، الصادرة باللغة البشتوية، أنّ الملفين المهمين الذين تم التباحث بشأنهما مع المسؤولين الأميركيين في الدوحة، هما قضية "عدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد أية دولة أخرى، وهذا ما كان يهم الجانب الأميركي. أما الملف الثاني فهو ما يهم "طالبان" والمتمثل بخروج القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان، وقد تم التوافق عليهما".
واستطرد قائلاً "في بداية الاجتماعات تم التباحث بشأن العديد من القضايا، لكننا لم نقبل الحديث بشأنها لأنها كانت مرتبطة بالأفغان، وقلنا إننا سنتباحث بشأنها مع الحكومة الأفغانية، بعد أن نتفق مع الجانب الأميركي على الموضوعات التي ترتبط بها، ومنها خروج القوات الأجنبية، والقائمة السوداء لقيادة طالبان، وقضية السجناء ومخاوف الجيران بشأن استخدام الأراضي الأفغانية ضدها".
وتابع في حواره مع الصحيفة: "إننا أوضحنا للجانب الأميركي وقلنا له بكل صراحة إن الحركة لن تقبل ببقاء جندي واحد، سواء كان أميركياً أو من أي دولة أخرى، وسنواصل المقاومة العسكرية حتى يخرج جميع الجنود الأجانب من أفغانستان".
وعن الموقف الأميركي، قال ستانكزاي إن "الجانب الأميركي أوضح موقفه خلال الاجتماعات وأعطانا تطمينات بأنه جاد في خروج جميع قواته والقوات الأجنبية من أفغانستان"، مضيفاً أن "الأميركيين أكدوا أنهم لا يريدون البقاء في أفغانستان ولا يرغبون بقواعد أمنية لهم في أفغانستان، بشرط ألا تستخدم الأراضي الأفغانية ضدهم".
ولفت إلى "تشكيل لجنتين لمتابعة ما اتفقنا عليه، ولتنفيذ المادتين"، موضحاً أن "إحدى اللجنتين ستقوم بوضع آلية لخروج القوات الأجنبية، والأخرى ستقوم بإعداد آلية حول عدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة أخرى، وبعد أن ننتهي من وضع الآلية سوف تتدخل الأمم المتحدة وبعض الدول الكبرى لتقديم ضمانات للطرفين".
وحول الجدول الزمني لخروج القوات الأجنبية، قال ستانكزاي إن "الأمر يحتاج إلى وقت، لا يمكن أن يتم الأمر في يوم واحد، وبالتالي الجدول الزمني لخروج القوات الأجنبية تقوم بها اللجنة المخولة المشكلة من الطرفين".
وفي ما يتعلق بالحوار الأفغاني، قال ستانكزاي إن "الجانب الأميركي قدم طلبين آخرين ولكننا لم نتفق عليهما، أولهما وقف إطلاق النار خلال فترة خروج القوات الأميركية، ولم نتفق على ذلك حتى الآن. أما الثاني فهو أن نتفاوض مع الحكومة الأفغانية، ولكننا رفضنا ذلك أيضاً وقلنا إنها حكومة غير منتخبة وغير شرعية وهي غير راغبة في المصالحة".
واستدرك قائلاً "لكننا سنتفاوض مع الأطياف الأفغانية السياسية وعلماء الدين والزعامة القبلية بعد خروج القوات الأجنبية والأميركية. نحن نتشاور معهم في الوقت الحالي بعدة طرق".