كشف الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، في كتاب صدر في باريس بعنوان "الديمقراطية في أرض الإسلام"، عن علاقته بحركة "النهضة" وزعيمها راشد الغنوشي، وعن رؤيته للمسار الديمقراطي في تونس والعقبات التي اعترضته. كما كشف عن آرائه في خصوص بعض الزعماء العرب والغربيين والجامعة العربية، وبعض القضايا الهامة المطروحة اليوم على الساحة الإسلامية.
ويتمثّل الكتاب في سلسلة حوارات أجرتها على امتداد العام الماضي الصحافية الفرنسية أرلات شابو، التي اعتبرت في حوار مع "هافنغتون" الفرنسية أنه كتاب موجّه بالأساس للقارئ الفرنسي، وهو كتاب شخصي في رأي السبسي وليس بصفته رئيساً. وأوضحت شابو أن السبسي كان حريصاً جداً وحذراً خلال كل اللقاءات التي جمعتهما، بحكم دقة الوضع الذي مرت به تونس خلال العام الماضي، الذي شهد هذه الحوارات. ولكن يُنتظر أن يثير الكتاب عند نشره في تونس ردود فعل عديدة بحكم القضايا التي تناولها السبسي والآراء التي عبّر عنها، ولعل أهمها ما يتعلق بنظرته للإسلام وبعض القضايا ذات العلاقة.
وكشف السبسي، في مقتطفات نشرها الموقع الفرنسي، أنه نجح في دفع الغنوشي وحزبه للتصريح علناً بأنهم غير مرتبطين بتنظيم "الإخوان المسلمين"، وأن مرجعيتهم هي إسلام القيروان، أي الإسلام التونسي. واعتبر السبسي أن "الإخوان" يرفضون فكرة "الجمهورية"، ويتبنون فكرة الخلافة، وأنه لو لم تعلن "النهضة" موقفها هذا، لما تحاور معها.
وعن الغنوشي، اكتفى السبسي بالقول إنه يعرف القرآن مثله، وربما أحسن منه، معتبراً اشتراكهما في الحكم "تعايشاً وليس تحالفاً"، مؤكداً أنه يعكس نوعاً من الذكاء في إدارة الحكم، لأن المعارضة الإسلامية ستكون أخطر من غيرها بحكم أن غالبية التونسيين مسلمون وهو عامل يمكن استغلاله لغاية أهداف منحرفة.
ولكن السبسي أكد في المقابل، أن "النهضة" على الطريق الصحيح، ولكن ينبغي أن تذهب في مسار التطور إلى النهاية، أي القطع النهائي بين الدين والسياسة، مؤكداً أن وضع الحركة الراهن فيه الكثير من الضبابية والغموض، وأن هناك تطوراً في الوقت الراهن، ولكنه تطور بحكم الظروف.
وتوقف السبسي عند بعض المفاهيم الإسلامية، معتبراً أن الشريعة ليست القرآن، ووُضعت بعد نزوله، وهي استغلال للدين لغايات سياسية من قِبل الباحثين عن السلطة بغاية فرض قوانين للحياة بالقوة. وأضاف أن لباس الخمار لا علاقة له بالإسلام، وأن النقاب يطرح مشكلة أمنية، وأن قضية "البوركيني" التي شغلت فرنسا مفتعلة.
اقــرأ أيضاً
وعاد الرئيس التونسي إلى بعض المحطات الهامة التي شهدها العام الماضي، وخصوصاً الضربات الإرهابية الكبيرة التي عرفتها تونس، معترفاً أن من نفذ العملية الانتحارية ضد حافلة الأمن الرئاسي، كان قد تم إيقافه سابقاً والتحقيق معه من قِبل الشرطة، ولكن جرى إطلاق سراحه بعد ذلك. واعترف أيضاً بأن تدخّل الأمن في اعتداء سوسة كان متأخراً وهو خطأ كبير جداً، كما أن إدارة الأزمة بعد الاعتداء شهدت إخلالات واضحة، وكان هناك أيضاً تقصير في المراقبة في اعتداءات باردو. وأكد أن من حق الشعب التونسي أن يعرف الحقيقة في ما يتعلق بالاغتيالات السياسية.
وعن حزبه "نداء تونس" ونجله حافظ قائد السبسي، اعترف السبسي بأن هذا الحزب يمر بأزمة قيادة، مشدداً على أن حافظ عمره 55 عاماً، وهو لا يعامله ويتحكم فيه كطفل، ولم يشجعه أو يسانده، ولكنه مواطن له كامل الحقوق في ممارسة النشاط السياسي، ولكنه طلب منه في المقابل أن ينجح أو ينسحب، لأنه لا يريد لاسمه أن يكون مقترناً بالفشل.
وتوقّف السبسي مطولاً عند الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، معتبراً أن التونسيين يعيدون اليوم اكتشاف الرجل وإسهامه، لافتاً إلى أنه كان زعيماً ضحى بحياته وبصحته وعائلته من أجل تونس، وكان ذا نظرة استشرافية وتاريخية ثاقبة، ولكنه لم يكن ديمقراطياً، بل كانت عنده "حساسية من الديمقراطية".
أما في الشأن العربي، فأكد السبسي أن الجامعة العربية انتهت تقريباً، وأن ليبيا أصبحت بلا دولة ومرتعاً لأمراء الحرب والسلاح وبعض الفصائل المسلحة، بل أصبحت مخزناً كبيراً مفتوحاً للأسلحة وجد فيها الإرهاب قاعدة للمعارك التي تتجاوز ليبيا إلى محيطها. واعتبر السبسي أن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي كان يرى في نفسه خليفة للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ولكنه لم يكن يملك منه شيئاً، واستغل عائدات النفط لتمويل المجموعات الإرهابية في أنحاء كثيرة من العالم.
وعن رئيس النظام السوري بشار الأسد، اعتبر السبسي أنه "ليس في مستوى أبيه، ولكن النظام الدكتاتوري واحد"، متوقعاً أن يكون مستقبل سورية من دونه، لكنه شدد على أن هذا الأمر يقرره الشعب السوري.
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، رأى السبسي أنها المظلمة التاريخية الكبرى للقرن العشرين، كما كان يقول بورقيبة، وهي مظلمة القرن الحادي والعشرين أيضاً برأيه، معتبراً أنه من حق اليهود أن تكون لهم دولة يعيشون فيها، ولكنه ضد وجود دولة يهودية، وأنه من حق الفلسطينيين أيضاً دولة حقيقية بحدود واضحة هي حدود 4 يونيوم حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
ويتمثّل الكتاب في سلسلة حوارات أجرتها على امتداد العام الماضي الصحافية الفرنسية أرلات شابو، التي اعتبرت في حوار مع "هافنغتون" الفرنسية أنه كتاب موجّه بالأساس للقارئ الفرنسي، وهو كتاب شخصي في رأي السبسي وليس بصفته رئيساً. وأوضحت شابو أن السبسي كان حريصاً جداً وحذراً خلال كل اللقاءات التي جمعتهما، بحكم دقة الوضع الذي مرت به تونس خلال العام الماضي، الذي شهد هذه الحوارات. ولكن يُنتظر أن يثير الكتاب عند نشره في تونس ردود فعل عديدة بحكم القضايا التي تناولها السبسي والآراء التي عبّر عنها، ولعل أهمها ما يتعلق بنظرته للإسلام وبعض القضايا ذات العلاقة.
وعن الغنوشي، اكتفى السبسي بالقول إنه يعرف القرآن مثله، وربما أحسن منه، معتبراً اشتراكهما في الحكم "تعايشاً وليس تحالفاً"، مؤكداً أنه يعكس نوعاً من الذكاء في إدارة الحكم، لأن المعارضة الإسلامية ستكون أخطر من غيرها بحكم أن غالبية التونسيين مسلمون وهو عامل يمكن استغلاله لغاية أهداف منحرفة.
ولكن السبسي أكد في المقابل، أن "النهضة" على الطريق الصحيح، ولكن ينبغي أن تذهب في مسار التطور إلى النهاية، أي القطع النهائي بين الدين والسياسة، مؤكداً أن وضع الحركة الراهن فيه الكثير من الضبابية والغموض، وأن هناك تطوراً في الوقت الراهن، ولكنه تطور بحكم الظروف.
وتوقف السبسي عند بعض المفاهيم الإسلامية، معتبراً أن الشريعة ليست القرآن، ووُضعت بعد نزوله، وهي استغلال للدين لغايات سياسية من قِبل الباحثين عن السلطة بغاية فرض قوانين للحياة بالقوة. وأضاف أن لباس الخمار لا علاقة له بالإسلام، وأن النقاب يطرح مشكلة أمنية، وأن قضية "البوركيني" التي شغلت فرنسا مفتعلة.
وعاد الرئيس التونسي إلى بعض المحطات الهامة التي شهدها العام الماضي، وخصوصاً الضربات الإرهابية الكبيرة التي عرفتها تونس، معترفاً أن من نفذ العملية الانتحارية ضد حافلة الأمن الرئاسي، كان قد تم إيقافه سابقاً والتحقيق معه من قِبل الشرطة، ولكن جرى إطلاق سراحه بعد ذلك. واعترف أيضاً بأن تدخّل الأمن في اعتداء سوسة كان متأخراً وهو خطأ كبير جداً، كما أن إدارة الأزمة بعد الاعتداء شهدت إخلالات واضحة، وكان هناك أيضاً تقصير في المراقبة في اعتداءات باردو. وأكد أن من حق الشعب التونسي أن يعرف الحقيقة في ما يتعلق بالاغتيالات السياسية.
وعن حزبه "نداء تونس" ونجله حافظ قائد السبسي، اعترف السبسي بأن هذا الحزب يمر بأزمة قيادة، مشدداً على أن حافظ عمره 55 عاماً، وهو لا يعامله ويتحكم فيه كطفل، ولم يشجعه أو يسانده، ولكنه مواطن له كامل الحقوق في ممارسة النشاط السياسي، ولكنه طلب منه في المقابل أن ينجح أو ينسحب، لأنه لا يريد لاسمه أن يكون مقترناً بالفشل.
وتوقّف السبسي مطولاً عند الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، معتبراً أن التونسيين يعيدون اليوم اكتشاف الرجل وإسهامه، لافتاً إلى أنه كان زعيماً ضحى بحياته وبصحته وعائلته من أجل تونس، وكان ذا نظرة استشرافية وتاريخية ثاقبة، ولكنه لم يكن ديمقراطياً، بل كانت عنده "حساسية من الديمقراطية".
وعن رئيس النظام السوري بشار الأسد، اعتبر السبسي أنه "ليس في مستوى أبيه، ولكن النظام الدكتاتوري واحد"، متوقعاً أن يكون مستقبل سورية من دونه، لكنه شدد على أن هذا الأمر يقرره الشعب السوري.
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، رأى السبسي أنها المظلمة التاريخية الكبرى للقرن العشرين، كما كان يقول بورقيبة، وهي مظلمة القرن الحادي والعشرين أيضاً برأيه، معتبراً أنه من حق اليهود أن تكون لهم دولة يعيشون فيها، ولكنه ضد وجود دولة يهودية، وأنه من حق الفلسطينيين أيضاً دولة حقيقية بحدود واضحة هي حدود 4 يونيوم حزيران 1967 وعاصمتها القدس.