​روحاني يكشف تفاصيل "تحالف الأمل" ويحذر من اندلاع "حرب شاملة"

25 سبتمبر 2019
روحاني: أدعو إلى الانضمام لتحالف الأمل (عطا كينير/فرانس برس)
+ الخط -

في وقت، احتل فيه الملف الإيراني، صدارة أجندة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وخطابات المحاضرين فيها، جدد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في خطابه، اليوم الأربعاء، التأكيد على جملة مواقف بلاده بشأن مختلف القضايا التي تحظى باهتمام عالمي، منها القضية الفلسطينية والاتفاق النووي والأمن في الخليج والتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، كاشفاً في الوقت نفسه، عن مبادرة لتشكيل تحالف "الأمل" بعنوان "السلام في هرمز"، لتأمين أمن الملاحة في الخليج ومضيق هرمز، مع التحذير من أن "خطأ بسيطاً يمكن أن يشعل مواجهة شاملة في المنطقة"، التي قال إنها "تقع على حافة الهاوية".

وقال روحاني إن الشرق الأوسط "يحترق اليوم بنيران الحرب والعدوان والاحتلال والتعصبات الطائفية والتطرف"، معتبراً "الشعب الفلسطيني أكبر ضحايا هذا الوضع". وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي "لا يزال يمارس التمييز ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات وقتل الفلسطينيين".

وفي السياق، أكد أن "المشاريع الأميركية الصهيونية المفروضة مثل صفقة القرن والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وضم مرتفعات الجولان إلى الأراضي المحتلة محكومة عليها بالفشل".

وانتقل الرئيس الإيراني إلى موضوع العقوبات الأميركية على بلاده، قائلاً إنّها "تواجه بصمود أقسى أنواع الإرهاب الاقتصادي"، متهماً واشنطن بحرمان إيران من امتيازات الاقتصاد العالمي و"القرصنة الدولية من خلال استغلال النظام المالي الدولي".

وأكد روحاني أن إيران "لم ولن تستسلم أمام الهجمات والإملاءات الخارجية"، معلناً أنها لا تصدق "دعوة أناس للتفاوض يعلنون أنهم قد فرضوا أقسى العقوبات في التاريخ ضد كرامة ومعيشة شعبنا".

وأضاف أنه "ثبت للجميع أن أميركا لا تلتزم بتعهداتها وأن أوروبا عاجزة عن تنفيذها أيضاً"، مشيراً إلى سياسة إيران في تقليص التزاماتها "تنفيذاً للبنود الـ26 و36 للاتفاق النووي"، بحسب قوله.

إلا أنه قال إن طهران "لاتزال ملتزمة بالاتفاق النووي، لكن لصبر إيران حدوداً"، ليؤكد أن "الطريق الوحيد" أمامها "الاعتماد على عزتها واقتدارها الوطني" في مواجهة الضغوط الأميركية والمماطلات الأوروبية.



روحاني: كلا للمفاوضات مع العقوبات

وقدم روحاني هذه السردية ليؤكد أن رد إيران على الدعوة للتفاوض تحت العقوبات هو "لا"، قائلاً إنّها "قاومت خلال عام والنصف أمام أشد العقوبات ولن تتفاوض مع عدو يريد إخضاعها عبر سلاح الفقر والضغوط والعقوبات"، ليربط أي حوار مع الولايات المتحدة الأميركية بعودتها إلى الاتفاق النووي ورفعها العقوبات ووقفها.

وخاطب روحاني الأطراف الأميركية والأوروبية، قائلاً "إذا كنتم مقتنعين بالحد الأدنى ونحن أيضا نكتفي به والاتفاق النووي كان يمثل الحد الأدنى لنا ولكم". وأضاف "لكن إذا تريدون أكثر من ذلك فعليكم أن تدفعوا المزيد".

ومضى الرئيس الإيراني قائلاً "إذا لديكم مطلب واحد من إيران وهو عدم إنتاج واستخدام الأسلحة النووية فإن ذلك محقق برقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأعلى منها بفتوى قائد إيران".

واتهم روحاني نظيره الأميركي بالسعي إلى التقاط صور تذكارية من وراء الدعوة للتفاوض وذلك من خلال القول إن "التقاط الصور التذكارية هي آخر محطة التفاوض وليس المحطة الأولى".

وأوضح أنه "على الرغم من العراقيل الأميركية فإننا نواصل مسيرة النمو والبناء الاقتصادي والمجتمعي"، مشيراً إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي والميزان التجاري لإيران أصبح إيجابياً من دون النفط.

تحالف "الأمل"

وخلال تناوله موضوع الأمن والاستقرار في الخليج، دعا روحاني "جميع الدول المتأثرة من تطورات الخليج الفارسي ومضيق هرمز إلى الانخراط في "تحالف الأمل".

وفي السياق، أكّد أنّ العقيدة الأمنية الإيرانية "هي الحفاظ على السلام والاستقرار في الخليج وتأمين حرية الملاحة في مضيق هرمز"، معتبراً أن "الأحداث الأخيرة قد عرضت هذا الأمن لخطر جاد".

ودعا روحاني دول المنطقة إلى المشاركة في تأمين أمن الخليج وبحر عمان ومضيق هرمز، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن ضمان حرية تصدير النفط وبقية مصادر الطاقة "مرهون باعتبار الأمن مظلة واسعة في كافة المجالات لجميع الدول".

واعتبر أن هدف "تحالف الأمل هو الرقي بالسلام والاستقرار والازدهار والرخاء لكافة سكان منطقة مضيق هرمز والتفاهم المتبادل وعلاقات الصداقة بينهم".

وأضاف أن هذه المبادرة تشمل التعاون في كافة مجالات "تأمين أمن الطاقة للجميع وحرية الملاحة والنقل الحر للنفط وبقية مصادر الطاقة من وإلى الدول المحيطة بمضيق هرمز وأبعد منه".

وأكد روحاني أن هذا التحالف "يرتكز على مبادئ هامة مثل الالتزام بأهداف وثوابت الأمم المتحدة والاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة والمنزلة المتساوية والحوار والتفاهم واحترام سيادة ووحدة الأراضي والحدود الدولية غير القابلة للتغير والحل السلمي لكافة الخلافات".

وأشار الرئيس الإيراني إلى أن مبادرة السلام في هرمز "مبنية على مبدأين أساسيين: عدم الاعتداء وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى"، داعياً الأمم المتحدة إلى "إيجاد مظلة دولية لتحالف الأمل"، معتبراً ذلك "ضرورة".

كما أوضح أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، "سيكشف عن المزيد من التفاصيل حول تحالف الأمل للدول ذات الصلة".

وفي المقابل، اعتبر روحاني أن تشكيل "أي تحالف أمني" في المنطقة "بمحورية وقيادة القوات الخارجية يمثل تدخلاً في شؤونها"، مضيفاً أن أمن الخليج "يتحقق من خلال انسحاب القوات الأميركية منها".

وحول الحرب على اليمن، قال إن "شرارتها وصلت إلى الحجاز ويجب البحث عن من أشعل النار وتوبيخه وليس إلقاء اللوم على الأبرياء"، معتبراً أن "أمن السعودية يتحقق بعد إنهاء العدوان على اليمن وليس من خلال دعوة الأجانب إلى المنطقة".

وفي ختام خطابه، أكد روحاني أن "المنطقة تقع على حافة الهاوية وأي خطأ بسيط يمكن أن يشعل حربا شاملة"، مشدداً على أن بلاده "لن تتحمل التدخلات الاستفزازية للأجانب" وأنها "سترد بكل قوة على أي اعتداء".