قال مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، في مقابلة مع قناة الجزيرة، إن التوصل لاتفاق إسرائيلي فلسطيني على غرار مبادرة السلام العربية لن يكون ممكنا، مشيرا إلى أن إبرام اتفاق سيستلزم موقفا وسطا بين المبادرة والموقف الإسرائيلي.
وقال كوشنر لقناة "الجزيرة"، في مقابلة تبث اليوم الثلاثاء: "أعتقد أننا جميعا علينا أن نعترف بأنه إن كان من الممكن التوصل لاتفاق، فإنه لن يكون على غرار مبادرة السلام العربية. سيكون في منطقة وسط بين مبادرة السلام العربية والموقف الإسرائيلي"، في إشارة إلى الخطة الأميركية المشبوهة لحلّ الصراع، والتي يعتبر كوشنر عرّابها، ويطلق عليها "صفقة القرن".
وفي إطار المبادرة العربية، دعت الدول العربية بقيادة السعودية إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية وحق العودة للاجئين، الأمر الذي ترفضه إسرائيل.
تأتي هذه التعليقات قبل ورشة عمل في البحرين لعرض الجزء الاقتصادي من صفقة واشنطن التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية؛ ويشمل هذا الجزء خطة تنمية حجمها 50 مليار دولار تم الكشف عنها هذا الأسبوع، وقد واجهت انتقادات حادة من العرب في مختلف أنحاء المنطقة.
وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن كوشنر أرسل عرضاً متكاملاً بالأفكار الأميركية إلى الحكومات المعنية، تضمن تفصيلات دقيقة للرؤية الأميركية الخاصة بتوزيع الأموال على الدول المستفيدة من الاستثمارات التي ستقدر بـ50 مليار دولار في الأراضي الفلسطينية ومصر والأردن ولبنان.
وروت المصادر بعض المحاور الخاصة بالدور الأردني في الخطة، تتمثل في النقاط الآتية:
ــ ستحصل المملكة الأردنية الهاشمية على 7.365 مليارات دولار. وستحصل مصر وفقاً لهذه الخطة على 9.167 مليارات دولار من قيمة المبالغ المالية، محتلة المركز الثاني بعد الأراضي الفلسطينية، التي ستحصل على 27.8 مليار دولار.
وأوضحت المصادر نفسها أن الجانب الخاص بلبنان في خطة توزيع المساعدات على دول لها علاقة مباشرة بالقضية الفلسطينية يبدو أقل تفصيلاً من نظيريه في الأردن ومصر، إذ سيتم توجيه 6.325 مليارات دولار للحكومة اللبنانية، معظمها على هيئة قروض.
وأثار غياب تفاصيل الحل سياسي، الذي قالت واشنطن إنها ستكشف عنه لاحقا، رفضا ليس من الفلسطينيين فحسب ولكن أيضا من الدول العربية التي تسعى إسرائيل إلى إقامة علاقات معها.
ورغم أن كوشنر قال إن الشق الاقتصادي من الخطة فقط سيُطرح للنقاش في المنامة، إلا أن التعليقات تقدم لمحة نادرة عما قد تنطوي عليه الجوانب السياسية لصفقة القرن. وقال كوشنر، وهو صهر الرئيس دونالد ترامب: "كل الناس الذين تحدثت إليهم يتحدثون عن مبادرة السلام العربية، ومرة أخرى كانت جهدا عظيما، لكن لو كان هذا هو الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه لجرى التوصل إليه منذ فترة طويلة".