أعلنت مليشيات "الحشد الشعبي"، مساء اليوم الأربعاء، سيطرتها على مطار تلعفر جنوب الموصل، بينما لم يصدر عن خلية الإعلام الحربي الناطقة باسم قيادة العمليات المشتركة أي بيان يؤكد السيطرة على المطار (تسعة كيلومترات شرق مدينة تلعفر).
وأعلن الناطق باسم مليشيات "الحشد الشعبي"، أحمد الأسدي، في بيان اطلع "العربي الجديد" على نسخة منه أن "الحشد الشعبي تمكنت من تحرير مطار تلعفر بعد معارك شرسة خاضتها مع عناصر العدو داعش"، مشيراً إلى "أن فصائل الحشد تجري الآن عملية ملاحقة جيوب داعش المختبئة داخل المطار وستباشر قوات الحشد عمليات التطهير خلال الساعات المقبلة".
وتابع أن "تحرير مطار تلعفر سيمثل نقطة انطلاق لقوات الحشد الشعبي لتحرير مركز قضاء تلعفر وقطع آخر خطوط الإمداد لداعش بين الموصل وتلعفر، كما سيتم تأمين الحدود العراقية السورية بغطاء جوي بعد استعادة المطار وإعادة تأهيله".
ويتضح من صياغة البيان أن مليشيات الحشد الشعبي لم تفرض سيطرتها حتى الآن على مطار تلعفر، بحسب متابعين، وهو ما أكده بيان لاحق لمليشيات الحشد التي تناولت فيه الموقف العسكري للعمليات العسكرية الجارية في مناطق غرب مدينة الموصل.
وقال مصدر عسكري تابع لمليشيات الحشد "إن الحشد الشعبي تقدمت اليوم بشكل سريع وتمكنت خلال أقل من 72 ساعة على إنطلاق الصفحة الثالثة لعمليات تحرير غرب الموصل من تحرير مساحات شاسعة ومهمة، حيث أحكمت سيطرتها على منطقة مطار تلعفر وتقوم بمحاصرته من ثلاثة محاور".
وأضاف أن "قوات الحشد نجحت اليوم بعزل مطار تلعفر العسكري عن مدينة الموصل بعد تقدمها من ثلاثة محاور وسيطرتها على أربع قرى مجاورة للمطار؛ وهي قرى تل الرمح وتل الصوبان وتل شيان وقرية الحمرة".
ولفت المصدر إلى أن "الحشد تعرضت خلال العمليات العسكرية هذا اليوم إلى سبع هجمات انتحارية خلال تقدمها باتجاه مطار تلعفر العسكري"، من دون أن يفصح عن حجم الخسائر في صفوف المليشيات.
وفي السياق ذاته، تشير مصادر عسكرية عراقية إلى أن أغلب مليشيات "الحشد الشعبي" تشارك في العمليات العسكرية الجارية في مناطق غرب الموصل، بعد أن حصلت على تخويل رسمي من الحكومة العراقية ودعم جوي واسع من طيران القوة الجوية العراقية ما مكنها من السيطرة على عشرات القرى الصغيرة مترامية الأطراف في مناطق غرب الموصل.
كذلك أكّدت قيادات في مليشيات "الحشد" سعيها إلى السيطرة على الشريط الحدودي للعراق مع سورية وإقامة وجود دائم لقواتها في تلك المناطق، بينما رجحت مصادر سياسية عراقية مسعى مليشيات الحشد لفتح طريق بري يمتد من العراق إلى سورية لغرض استخدامه في إيصال الدعم العسكري العراقي والإيراني لقوات النظام السوري التي تخوض معارك واسعة ضد قوات المعارضة السورية.
وكان قائد مليشيا بدر هادي العامري قد أعلن صراحة أن "الحشد الشعبي" تلقى دعوة مباشرة من رئيس النظام السوري بشار الأسد للمشاركة في الحرب وقتال قوات المعارضة السورية، وذلك بعد إعلان قيادات عراقية في مليشيات الحشد رغبتها في ملاحقة من سمتهم "الجماعات الإرهابية" حتى داخل الأراضي السورية.