قال بيان صادر عن المباحثات التي عقدت، اليوم الثلاثاء، في القاهرة بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إن الطرفين تشاورا بشأن مختلف جوانب العلاقة الاستراتيجية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها، وإن الجانبين أعربا عن ارتياحهما لما تشهده هذه العلاقة من تطور في مختلف المجالات.
وأضاف البيان أن الطرفين أكدا أهمية استمرار اللجان العليا المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين في بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية، وضرورة متابعة تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها في مجالات متعددة، خلال الاجتماع الأخير للجنة الذي عقد في أغسطس/ آب 2016 بالقاهرة.
وفى إطار الإعداد للقمة العربية المزمع عقدها نهاية الشهر المقبل في الأردن، أعرب السيسي - بحسب البيان - عن تطلعه إلى المشاركة في القمة، مؤكداً ثقته في نجاح الأردن في استضافة هذا الحدث.
وذكر البيان أن "الجانبين استعرضا سبل التحرك المستقبلي في إطار السعي لكسر الجمود القائم في عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة مع تولى إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، فضلاً عن بحث سبل التنسيق المشترك للوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك من الثوابت القومية التي لا يجوز التنازل عنها".
وأوضح أن ذلك يأتي "في إطار الحرص على الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والأراضي الفلسطينية، بما يساهم في إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط".
في المقابل، ذكر بيان صادر عّن الديوان الملكي الأردني، وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، أن الملك والرئيس السيسي أكدا "أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس وعدم المساس به"، وحذّرا من أن المساس بالوضع التاريخي للمدينة سيكون له انعكاسات على أمن واستقرار المنطقة. في إشارة إلى تعهّدات ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.
ونقل البيان عّن الملك "تمسك بلاده، ومن منطلق وصايتها على الأماكن المقدسة في المدينة، بممارسة دورها، وفي مختلف المحافل، بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، وتثبيت أهلها، وبما يحافظ على هوية المدينة المقدسة وعروبتها".
وتطرقت المباحثات إلى ضرورة العمل على إيجاد حلول سياسية للأزمات الملحة في المنطقة، خاصة الأزمة السورية، حيث جرى التأكيد على ضرورة البناء على الجهود الدولية الأخيرة ضمن اجتماعات أستانة، لتثبيت وقف إطلاق النار، تمهيدًا لإيجاد حل سياسي ضمن مسار جنيف.
وفي ما يتعلق بتطورات الأوضاع في العراق، أكد الجانبان دعمهما لعملية تحرير الموصل، ولجهود تحقيق المصالحة الوطنية. وركز الطرفان، على ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة خطر الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية، كونه بات يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ووصل عبد الله الثاني إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم، في مستهل زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً، للقاء السيسي للمرة العاشرة (المعلنة)، خلال عامين ونصف العام.
واستقبل السيسي العاهل الأردني في الصالة الرئاسية بمطار القاهرة، ثم اصطحبه إلى قصر الاتحادية لإجراء مباحثات ثنائية مغلقة، وأخرى موسعة بحضور وزيري الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمصري سامح شكري، وعدد من مسؤولي المخابرات في البلدين.
وقال مصدر دبلوماسي مصري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الزيارة تحدّدت فقط يوم أمس، ولم تكن مجدولة سلفاً على قائمة الزيارات الرسمية"، كاشفاً عن أنّ المباحثات تستهدف التشاور في بعض الملفات، التي عرضها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على العاهل الأردني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً في واشنطن، ارتباطاً بالقضية الفلسطينية وكيفية تعامل البيت الأبيض معها.
وأضاف المصدر أنّ "هناك اتفاقاً بين السيسي وعبد الله الثاني على توحيد المواقف إزاء العروض الأميركية والموقف الإسرائيلي من القضية الفلسطينية وحلّ الدولتين، لاعتقادهما بأنّ الرجوع عن هذا الحل سيعقّد الأوضاع في المنطقة، وأنّ عدم تمكين الفلسطينيين من إقامة دولة مستقلة قابلة للحياة، سيفجّر الأوضاع الداخلية في كل من مصر والأردن".
وقال ترامب خلال لقائه نتنياهو في 15 فبراير/ شباط الحالي، إنّ واشنطن ملتزمة بـ"أمن إسرائيل ضد كافة التهديدات التي يمكن أن تتعرّض لها، خاصة من إيران"، مشدداً على "رفض أي قرار من الأمم المتحدة ضد إسرائيل التي تعرضت للكثير من القرارات غير المنصفة"، قبل أن يؤكد أنّه "لا أمانع في حل الدولتين أو دولة واحدة طالما يوافق عليها الفلسطينيون والإسرائيليون".
ويأتي اللقاء بين السيسي وعبدالله الثاني بعد يومين من تأكيد إسرائيل لتقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن اجتماع رباعي عقد في العقبة العام الماضي، وشارك فيه السيسي وعبد الله الثاني ونتنياهو ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري.