يواصل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، زيارته الرسمية إلى بريطانيا، بجولة في مدينة لندن حيث يقوم اليوم السبت، بزيارة مسرح شكسبير "غلوب"، مسرح الفضاء المفتوح الذي صمم عام 1599 وعرضت عليه أبرز أعمال شكسبير، مثل هاملت وماكبث وروميو وجولييت.
ومن المقرر أن يلتقي أوباما، اليوم، مجموعة من الشبان البريطانيين للنقاش معهم في قضايا عامة على رأسها مسألة الموقف الأميركي من الاستفتاء المُزمع تنظيمه في شهر يونيو/ حزيران المقبل بشأن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه.
ويتضمن جدول، اليوم الأخير، أيضاً اجتماعاً للرئيس الأميركي مع زعيم حزب "العمال" جيرمي كوربين، قبل أن ينهي زيارته الليلة بحفل عشاء مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والسفير الأميركي ماثيو بارزون في مقر إقامة السفير الأميركي.
وتجاهل الرئيس أوباما الانتقادات اللاذعة التي وجهها له ساسة وإعلاميون بريطانيون، واتهموه بالتدخل في الشؤون البريطانية، بعدما أعلن دعمه القوي لرغبة كاميرون في بقاء بلاده داخل الاتحاد الأوروبي.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي عقده، أمس الجمعة، مع كاميرون: "الأمم التي تصنع لنفسها مكانة ملموسة على الساحة العالمية ليست الأمم التي تنأى بنفسها، بل هي تلك الدول التي تتآلف لتوحيد قوتها ومضاعفة تأثيرها. ونظراً لقوة ومتانة القيم والمؤسسات البريطانية، على وجه التحديد، نريد أن نكون على يقين من أن هذا التأثير مسموع، وملموس، هذه التأثيرات تتعلق بكيفية تفكير الدول الأخرى تجاه القضايا الجوهرية".
وأضاف: "لدينا ثقة في أنه عندما تتدخل بريطانيا في قضية ما فهذا يعني أنهم سيسهمون في حل القضية بالشكل السليم. ولعل هذا هو ما تحرص عليه الولايات المتحدة".
وأثار تدخل أوباما في "شأن بريطاني داخلي" حفيظة المعسكر المُؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذ قال عمدة لندن بوريس جونسون، وهو أحد قادة حملة خروج المملكة المتحدة، في مقال بصحيفة "ذا صن"، إن موقف أوباما "مثال صارخ لمبدأ أفعل كما أقول، لا كما أفعل أنا".
وفي رد فعل مثير للجدل، ذكر جونسون بجذور أوباما الكينية، ووصفه بـ"نصف الكيني" الكاره للإمبراطورية البريطانية، ومتهماً الرئيس أوباما بإزالة تمثال للزعيم البريطاني ونستون تشرشل من المكتب البيضاوي فور دخوله إلى البيت الأبيض عام 2009.
وكرّر زعيم حزب الاستقلال البريطاني، نايجل فاراج، النبرة ذاتها حين دعا أوباما إلى عدم التدخل في شؤون بريطانيا، وقال لوكالة "فرانس برس"، "أوباما لا يحب البريطانيين كثيراً. جده نشأ في كينيا، المستعمرة البريطانية السابقة. وهو لم يتجاوز هذه المسالة". وندّد بـ"تدخل في غير محله من قبل الرئيس الأميركي الأكثر معاداة لبريطانيا في التاريخ".
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "سكاي داتا"، أن 60 في المئة من البريطانيين يعتبرون أنه كان أجدر بالرئيس الأميركي عدم التدخل في النقاش، غير أن 25 بالمئة يؤكّدون أنهم يميلون بعد ندائه إلى التصويت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، مقابل 17 بالمئة يبدون عكس ذلك.