وقال روحاني، من تبريز في محافظة أذربيجان الشرقية الواقعة شمال غربي إيران، التي وصلها صباح الثلاثاء، إنه "لا يمكن لأي جهة أن تبث اليأس في روح الإيرانيين"، مضيفاً أن "أي طرف يريد نكث العهود النووية يجب أن يستعد للتبعات السلبية التي ستعود عليه".
وهدد روحاني ترامب بـ"عواقب وخيمة" إذا اتخذ قرار "تمزيق" الاتفاق، معتبراً أنّه "في حال التزم البيت الأبيض بالاتفاق، أو لم يفعل ذلك، فلدى الإيرانيين قدرة على الرد على واشنطن وحلفائها، وعلى مواجهة القادم"، بحسب رأيه.
كما أكّد على وقوف الجيش إلى جانب الحرس الثوري وقوات التعبئة أو "البسيج" لمواجهة أي تهديدات ولتحقيق استقرار البلاد.
ولم يوضح سوى القول إن إيران قد أعدت "تصورات مختلفة" بينما تلتزم بتعهداتها بموجب الاتفاق.
وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، اليوم الثلاثاء أيضاً، إلى أن أحد الخيارات بالنسبة لطهران سيكون التخلي عن معاهدة حظر الانتشار النووي إذا نبذ ترامب الاتفاق النووي.
وأوضح شمخاني في تصريحات صحافية قبيل مغادرته إلى موسكو، أنّ هذا القرار هو واحد من خيارات الرد على الإجراء الأميركي المتوقع بحق الاتفاق، مشدداً على أن بلاده ستتخذ إجراءات صارمة بحال قررت واشنطن إنهاء العمل بالاتفاق النووي.
ولفت إلى أنه يحق للبلدان الموقعة على الاتفاق أن تخرج من المعاهدة في حال شعرت أن مصالحها القومية معرضة للخطر، مضيفاً "سواء خرجت واشنطن من الاتفاق أو لم تطبقه أو قررت تطبيقه متأخرة، فإيران لا ترى أن كل هذه الاحتمالات تصب في مصلحتها". وشدد على أن لدى طهران القدرة على استئناف كافة نشاطاتها النووية كما السابق وبقوة.
من جهة أخرى، علّق شمخاني على التحركات الأوروبية الرامية لإيجاد مخرج قبيل صدور القرار الأميركي الشهر المقبل، والمرجح أن ينهي عمر الاتفاق، بحسب تصريحات صادرة عن ترامب، فأبرز ترحيب طهران بالمساعي الأوروبية، لكنّه أوضح أنه "على الأوروبيين أن يعلموا أنهم يرتكبون خطأ استراتيجياً إذا ما ظنوا أنّ ترحيب طهران يعني اقتناعها بالوضع المفروض أياً كانت النتيجة، فإيران لن تسمح بتجاوز خطوطها الحمراء"، حسب وصفه.
وأشار شمخاني، في سياق آخر من حديثه، للتهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل عقب قصف مطار "التيفور" في سورية ومقتل عسكريين من الحرس الثوري، فذكر أن "معاقبة الكيان الصهيوني أمر حتمي، فعليه دفع ثمن الاعتداء على القاعدة العسكرية في سورية".
أمّا وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، والمتواجد في الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في مؤتمر للأمم المتحدة، فقال خلال لقاء مع "أن بي آر"، إن طلب التفاوض مجدداً حول اتفاق مبرم، أمر يؤثر على مصداقية واشنطن أمام المجتمع الدولي.
وكان ظريف قد أوضح، أمس، في تغريدة على "تويتر"، أن إيران تريد الاتفاق كاملاً وبشكله المبرم، أو لن تقبله بالمطلق في حال فرض تعديلات أو حصول خروقات.
إلى ذلك، نقلت وكالة "إيسنا" عن السفير البريطاني في طهران نيكولاس هابتون، قوله إن "استمرار العمل بالاتفاق النووي يصب لصالح الجميع، وخروج أميركا منه خطأ فادح"، كما وصف.
وأضاف هابتون أنه من المتوقع أن تلغي طهران الاتفاق من جهتها في حال خروج واشنطن منه، موضحاً أن "لندن تبذل جهدها للتواصل مع كافة الأطراف في محاولة لمنع العودة للمربع الأول، فالاتفاق يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي".
ويوم أمس، استقبل ترامب ماكرون في البيت الأبيض، في بداية زيارة تستغرق ثلاثة أيام. ومن المقرر أن تبدأ اجتماعات العمل الثلاثاء، بلقاء في البيت الأبيض يعقبه مؤتمر صحافي مشترك.
وأشارت مصادر صحافية إلى أن الملف الإيراني على رأس أولويات اجتماعات ترامب وماكرون.