وقال مصدر عسكري من الجبهة الوطنية للتحرير، التابعة للجيش الوطني السوري، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام والمليشيات الموالية لها، حاولت التقدم ليلاً من محور بلدة العنكاوي في سهل الغاب، بريف حماة، فتصدّت لها الفصائل العسكرية، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف المجموعات التي حاولت التقدم.
وأوضح المصدر أن محاولة التقدّم تزامنت مع قصف مدفعي وصاروخي مصدره معسكر جورين في سهل الغاب، نفّذته قوات النظام على قرية قسطون في ريف حماة واللج في ريف إدلب.
وبحسب مصادر محلية، طاول القصف أيضاً محاور مدينة سراقب شرق مدينة إدلب، وقريتي بينين ودير سنبل في منطقة جبل الزاوية، وامتد إلى منطقة الربيعة في ريف اللاذقية، دون وقوع إصابات.
وفي السياق، استهدفت طائرات حربية روسية بأربع ضربات جوية أطراف بلدة البارة وحرش كفرنبل في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، دون وقوع خسائر بشرية.
ويأتي هذا التصعيد على الرغم من استمرار كل من روسيا وتركيا بالعمل على اتفاق وقف إطلاق النار شمالي سورية، الذي جرى التوصل إليه في مارس/ آذار الماضي. كذلك يأتي في وقت تستمر فيه تركيا بإقامة المزيد من النقاط العسكرية في المنطقة، إذ أنشأت يوم أمس نقطة جديدة في قرية فركيا بمنطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وتندرج هذه الخطوة ضمن استكمال الانتشار حول طريق حلب - اللاذقية (M4) الذي اتُّفق بين أنقرة وموسكو في مارس/ آذار على تسيير دوريات مشتركة على طوله في محافظة إدلب، الذي يبدو أن قوات النظام وقوى أخرى تسعى إلى إفشاله.
وكانت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية قد نشرت، قبل يومين، تسجيلاً مصوراً على حسابها في موقع "تويتر"، أُعدَّ خصيصاً لتوضيح أهمية إدلب، أشارت فيه إلى أن "أنقرة تواصل مبادراتها كدولة محورية في موضوع عودة إدلب منطقة آمنة دائمة"، وأنها "حققت مكاسب كبيرة في حماية المدنيين، ووقف تدفق اللاجئين، ومكافحة الإرهاب".
وتضمّن التسجيل مقاطع تجسد المأساة التي تشهدها المنطقة، ومشاهد من العمليات التي نفذها الجيش التركي في إدلب، وأن "تركيا أهم جهة لحل الحرب الداخلية في سورية التي شارفت على عامها العاشر"، مبرزاً أن "نظام بشار الأسد، وداعميه ممن يسعون للهيمنة على المنطقة من خلال السيطرة على كامل إدلب، تحدوهم رغبة في الإبقاء على النظام السوري بالحكم، والقضاء على قوى المعارضة، متجاهلين مدى تأثر تركيا من الحرب الداخلية".
وأشارت الرئاسة، في إصدارها، إلى أنه "لا يوجد ثمة خيار آخر بالنسبة إلى تركيا سوى زيادة قوتها العسكرية في المنطقة، والرد على هجمات النظام السوري".