ووفقاً لوثيقة الاتفاق التي حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، يتم البدء بالعمل من الطرفين على تثبيت سريان وقف إطلاق النار ومنع كافة أشكال الأعمال العسكرية، بما فيها التعزيزات والحشد والانتشار واستحداث مواقع جديدة.
وقال رئيس أحزاب القاء المشترك في تعز عبد الله جسار، لـ "العربي الجديد" إنه اتفقت اللجنة المكلفة بمراقبة الهدنة في تعز، والتي يمثل الحكومة الشرعية فيها، على رفع الحصار عن المدينة، إضافة إلى منع كافة أشكال الأعمال العسكرية بما ذلك عدم إرسال التعزيزات والحشد والانتشار وعدم استحداث مواقع جديدة.
ووفقا لجسار، فإنه تم الاتفاق على فتح كافة الطرق بين جميع مديريات المحافظة البالغ عددها 23 مديرية، وذلك من خلال مراقبة جميع النقاط الأمنية بعدم التعرض لتحركات المواطنين والمركبات ودخول البضائع دون عراقيل.
وتنص وثيقة الاتفاق كذلك على أنه ابتداءً من اليوم السبت الثالثة عصراً يتم فتح كافة الطرق والمنافذ المؤدية من وإلى مدينة تعز، وهي الطرق الموصلة بين صنعاء وعدن وتعز والحديدة وشرعب تعز والضباب تعز وما يصل أو يتفرع من هذه الطرق والمنافذ.
وبحسب الاتفاق، يتم التأكيد على كافة نقاط التفتيش التابعة للطرفين بعدم التعرض لتحركات وتنقلات المواطنين والسيارات والبضائع والمواد التنموية والعلاجية وكافة الاحتياجات الحياتية المدنية، تمهيداً لرفع النقاط مستقبلا.
ويتضمن الاتفاق أنه وفي حال وجود أي إشكال يهدد سريان وقف إطلاق النار، يتم اللقاء إن أمكن أو التواصل بصفة دائمة بين طرفي اللجنة العسكرية للجانبين عبر الهاتف وشبكات التواصل الاجتماعي بعد القيام بتحديد شخصين من كل طرف لكل جبهة ويكون التواصل على مدار 24 ساعة لمعالجة أي طارئ.
وفي حال عدم تمكن اللجنة المكلفة من الطرفين في أي جبهة من معالجة الإشكال يتم التواصل مع اللجنة العليا في المحافظة، والتي تتخذ ما يجب لوقف إطلاق النار، ويلتزم الطرفان بعدم اعتقال أي شخص ويبدأ العمل بمعالجة ملف المحتجزين والمفقودين من الطرفين.
من جانبه، حذر الصحافي رشاد الشرعي، من إمكانية عدم التزام المليشيا كعادتها بالاتفاق، قائلا "جربنا كثيرا معها الاتفاقات والعهود والتوقيعات ولم تلتزم يوما بأي اتفاق، وإذا لم تلتزم يبقى الاتفاق مجرد حبر على ورق وستستمر المقاومة في الدفاع عن تعز". وأضاف "ستواجه مقاومتها أي محاولات لخرق الهدنة أو لمحاولة الالتفاف عليه"، مشدداً على أن المشكلة لن تنتهي الا بانسحاب تلك المليشيا من تعز تماما، وفك الحصار وتسليم سلاح الدولة والإفراج عن المختطفين.
ووقع الاتفاق عن الحوثيين محمد عبد الله نائف وزكريا المطاع، وعن المقاومة عبد الكريم شيبان وعلي المعمري، ويعتبر في حال نجح خطوة متقدمة في أكبر جبهة مشتعلة بالمواجهات منذ نحو عام.
ويعد الاتفاق امتداداً لاتفاق سابق وقع في العاشر من الشهر الجاري برعاية السعودية في مدينة ظهران الجنوب (أقصى الجنوب الغربي للسعودية)، غير أنه واجه صعوبة في التنفيذ.