ومنذ مايو/أيار، تشهد المنطقة توتّراً متصاعداً على خلفية هجمات غامضة ضد ناقلات نفط وضربات بطائرات مسيّرة وصواريخ ضد منشآت شركة "أرامكو" النفطية السعودية. وقد ألقت الولايات المتحدة والسعودية ودول أخرى باللوم على إيران، التي نفت أي دور لها. لكن على الرغم من هذه الاتهامات والحوادث، وبينها اسقاط طائرة مسيّرة أميركية، تجنّبت الولايات المتحدة الرد بالمثل.
وقالت بارلي في خطاب خلال مؤتمر "حوار المنامة" السنوي "رأينا عدم انخراط أميركي تدريجي متعمّد"، مضيفة أن هذه السياسة "كانت مطروحة على الورق" لفترة من الوقت، لكنّها أصبحت أكثر وضوحاً أخيراً. وأضافت: "عندما مضى تلغيم سفن من دون ردّ، أُسقطت الطائرة بدون طيار. وعندما حدث ذلك من دون ردّ، تم قصف منشآت نفطية رئيسية. أين تتوقّف هذه الأحداث؟ أين الأطراف التي تفرض الاستقرار"؟ وتابعت بارلي أن "المنطقة معتادة على انحسار ثم تزايد التدخل الأميركي. لكن هذه المرة، بدا الأمر أكثر خطورة".
ورأت الوزيرة أنّ التراجع الأميركي يمضي ضمن "مسار بطيء"، مذكّرة بمرور حاملة طائرات أميركية وسفن أخرى مرافقة لها هذا الأسبوع في مضيق هرمز الاستراتيجي. وقالت: "لكن الاتجاه واضح، كما أعتقد، بصرف النظر عمن سيفوز في الانتخابات المقبلة".
وفي استعراض للقوة، عبرت حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" والمجموعة المرافقة لها الثلاثاء، المضيق الاستراتيجي. وبحسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، يعود آخر عبور لحاملة طائرات أميركية لمضيق هرمز إلى إبريل/نيسان.
ووفقاً للبحرية الأميركية، فإن عبور مجموعة حاملة الطائرات المضيق الاستراتيجي الذي يفصل بين إيران والإمارات باتجاه الخليج ويبلغ عرضه 50 كيلومتراً، كان مقرراً مسبقاً وتم من دون أي حوادث.
وعلى الرغم من عدم حماسة ترامب، لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بنحو 60 ألف جندي في المنطقة والعديد من القواعد وبينها مقر الأسطول الخامس في البحرين. وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها بصدد إرسال آلاف الجنود إلى السعودية لحمايتها من التصرفات الإيرانية "المزعزعة للاستقرار"، للمرة الأولى منذ مغادرتها في 2003.
(فرانس برس، العربي الجديد)