ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الخميس، أنّ تل أبيب تتحضَّر لمواجهةٍ عسكرية مع إيران في سورية. وقالت صحيفة "هآرتس" إن إقدام إيران على أي فعلٍ انتقامي، رداً على قصف مطار "التيفور" القريب من حمص، سيُفضي إلى مواجهة شاملة في سورية. وقدرت الصحيفة أن أيّ عملٍ عسكري إيراني ضد إسرائيل سيفضي إلى دفع تل أبيب إلى شنّ عملية عسكرية في قلب سورية، بهدف ضمان تصفية الوجود الإيراني هناك بشكل مطلق.
من جهته، قال المعلق العسكري بن كاسبيت، إن هناك توافقاً غير مسبوق بين المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل، على ضرورة عدم السماح بتمركز إيران في سورية "حتى بثمن اندلاع حرب".
وفي تحليل نشرته اليوم النسخة العبرية من موقع "المونيتور"، كتب كاسبيت أن إسرائيل باتت تنطلق من افتراض أنه ستكون في مواجهة مع كل من ايران ونظام بشار الأسد و"حزب الله" في سورية، مشيراً إلى أن هناك توافقاً بين المستويات السياسية والأمنية في تل أبيب على ضرورة عدم السماح لإيران بتدشين مطارات أو قواعد أو بنى تحتية، يمكن أن تخدم جهدها العسكري والأمني في سورية.
وأشار المعلق الإسرائيلي إلى أنه على الرغم من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نيته الانسحاب من سورية، إلا أنه وعده في المقابل بمنح تل أبيب الدعم العسكري اللازم لإنجاح العمليات العسكرية في هذا البلد، إلى جانب تقديم دعم سياسي في المحافل الدولية. وأضاف كاسبيت أن قرار ترامب بالانسحاب من سورية عزّز الدافعية لدى القيادة السياسية والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية لضرورة الاستنفار والاستعداد لمواجهة إيران في سورية، منوهاً إلى أن قرار ترامب يعني تغيير البيئة الأمنية في محيط إسرائيل بشكل جذري.
ووصف كاسبيت "خيبة أمل" نتنياهو من قرار ترامب الانسحاب من سورية بـ"المدوية"، مشيراً إلى أن ما فاقم الإحباط في تل أبيب، حقيقة أنه ينظر إلى ترامب على أنه "أقوى ورقة" تملكها إسرائيل في واشنطن حالياً. وأضاف أن دوائر صنع القرار ومحافل التقدير الإستراتيجي محبطة من ترامب، لأنه تبين حتى الآن أنه يختلف عن سلفه باراك أوباما في الجانب النظري فقط، وأنه لم يقدم على أي خطوة حقيقية ضد إيران من الناحية العملية. ونقل كاسبيت عن وزير إسرائيلي، عضو في المجلس الوزراء المصغر لشؤون الأمن، أن النتيجة لحكم أوباما وترامب هي تواجد إيران على الحدود.
إلى ذلك، أكد كاسبيت أن إسرائيل حصلت مسبقاً على موافقة من الإدارة الأميركية لتوجيه الضربة لمطار "تيفور" في ريف حمص. وأشار إلى بعض التفاصيل التي تذكر للمرة الأولى، حول القصف الذي استهدف هذا المطار، وأنه بخلاف الانطباع الأولي، فقد أطلقت الطائرات الإسرائيلية النفاثة من طراز "إف 15" عشرات الصواريخ على الجزء الشمالي الغربي من المطار، حيث يتواجد الإيرانيون، وليس بضعة صواريخ.