شهدت مدينة شارلوت الأميركية، في ولاية نورث كارولاينا، ليل أمس الأربعاء، أعمال عنف في ثاني ليلة على التوالي من التظاهرات التي اندلعت احتجاجاً على مقتل رجل أسود برصاص الشرطة.
وذكرت بلدية مدينة شارلوت في تغريدة على "تويتر"، إنّ "متظاهراً قد قتل برصاصة أطلقت خلال اشتباك بين مدنيين"، مشيرة إلى أنّ "الشرطة لم تطلق النار"، لكنّها عادت لتؤكد أنّ المتظاهر الذي أعلنت مقتله سابقاً "لا يزال حياً ولكنّه بحالة حرجة".
وقد أعلن حاكم ولاية نورث كارولاينا حالة الطوارئ في شارلوت بسبب الاضطرابات، في حين اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيسي بلدية شارلوت وتولسا في أوكلاهوما، لبحث الأوضاع.
وشدد أوباما على أنّ "أية احتجاجات يجب أن تجري بطريقة سلمية"، وذلك وفق ما أفاد مسؤول بالبيت الأبيض لـ"رويترز".
وتجددت أمس الأربعاء المظاهرات الاحتجاجية والاشتباكات العنيفة في مدينة شارلوت بين رجال الشرطة ومجموعات من الشبان السود عمدوا إلى قطع الطرقات ومهاجمة رجال الشرطة بالحجارة، وذلك احتجاجاً على مقتل شاب أسود برصاص عنصر شرطة أبيض.
وقد حوّلت المواجهات وأعمال الشغب، بين الشرطة الأميركية والمتظاهرين من أصول إفريقية في ولاية نورث كارولاينا، اهتمام الأميركيين عن آخر نتائج التحقيقات في تفجيري نيويورك ونيوجرسي، وبدء محاكمة منفذها أحمد خان رحامي، الشاب الأميركي الأفغاني الأصل.
وفي موازاة هذا التوتر، تصاعدت مطالبات الأقلية الأفريقية، بإجراء إصلاحات سريعة للحد من عنف الشرطة ووقف السياسات العنصرية ضد الشبان الملونين، واستخدام السلاح ضد الشبان السود العزل.
من جهةٍ أخرى، تصدرت حادثة مقتل الشاب الأسود، السجالات الانتخابية بين مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون، ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
وقالت كلينتون إنّ "تكرار حوادث القتل ذات الطابع العنصري لم يعد محتملاً"، مؤكدة وقوفها إلى جانب أفراد الأقلية الأفريقية، لمواجهة العنصرية التي يتعرضون لها من قبل رجال الشرطة البيض.
أما ترامب، فقد حمّل الحزب الديمقراطي والإدارات الأميركية، مسؤولية "تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في أحياء السود، التي باتت أحوالها أسوء مما هو عليه الحال في أفغانستان".
وأضاف أنّ "الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية يعيشون أسوأ أيامهم"، في إشارة ضمنية إلى سياسات الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي ردّ على كلام ترامب، داعياً إياه من على منبر الأمم المتحدة إلى "إعادة قراءة كتب التاريخ المدرسية في برامج الصفوف الابتدائية المعتمدة في أميركا للاطلاع على ما تعرض له السود في أميركا من ظلم واضطهاد في ظل سياسات العبودية".
واللافت في ردود الفعل على مواجهات نورث كارولاينا، دخول حزب "أمة الإسلام" على خط السجال، إذ وجه أحد قيادييه دعوة لـ"اعتماد سياسة المقاطعة الاقتصادية للأميركيين البيض، وعدم الشراء من محالهم وكذلك عدم التعامل التجاري مع رجال الأعمال البيض حتى توقف عنصرية الشرطة ضد الأميركيين السود".