وبينما أكدت المصادر أن الزيارة متوقعة، وفي الوقت الذي أصدرت فيه ما تسمى "الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر" بياناً أشارت فيه إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتزم زيارة الإسكندرية في أغسطس/آب الحالي أو سبتمبر/أيلول المقبل على أقصى تقدير من أجل إعادة افتتاح المعبد اليهودي في الإسكندرية إلياهو حنابي، لم يصدر نفي رسمي لهذه الزيارة.
وأشارت المصادر إلى أنه في حالة تأكيد إتمام الزيارة، فسيكون ذلك معلناً لأنها ليست محل إخفاء على أحد، ولا سيما أن الشعب المصري مدرك وواعٍ للأحداث. كما لفتت المصادر إلى أن إرادة الشعب تُحترم في أي حال من الأحوال، في ظل التكهنات بأن تشهد المدينة احتجاجات على زيارة نتنياهو.
وأثارت الأنباء عن احتمال زيارة نتنياهو حالة من الغضب في الوسط السكندري، أدت إلى مخاوف أمنية من اندلاع احتجاجات ضد هذه الزيارة.
زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي المحتملة لن تكون الأولى من نوعها لمدينة الإسكندرية، فقد سبقه مسؤولون إسرائيليون آخرون خلال عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك في التسعينيات في إطار ما أُطلق عليه "عملية السلام" والمباحثات بين الجانبين، فقد زار رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين، المدينة عام 1993، وكان في استقباله مبارك في قصر رأس التين الرئاسي. وبعد مرور 7 سنوات على الزيارة، قام إيهود باراك بزيارة أخرى في عام 2000 لتوضيح موقفه من مباحثات السلام مع الجانب الفلسطيني، وتم استقباله في قصر رأس التين أيضاً.
يذكر أن معبد إلياهو حنابي مغلق منذ فترة نتيجة انهيار حدث في سقف الطابق الثالث بالمبنى، وحتى الآن لم يتم إصلاحه بحسب تصريحات رئيس الطائفة اليهودية بالإسكندرية، بنيامين جاعوني، التي قال فيها إن المعبد لم يشهد أية إصلاحات أو أعمال ترميم منذ انهيار سقف الدور الثالث في فبراير/شباط الماضي بسبب سوء الأحوال الجوية. وأضاف أن المعبد مغلق تماماً أمام الصلوات ولا توجد أية زيارات له، مشيراً إلى أن وزارة الآثار لم تعتمد أية مبالغ لإصلاحه أو ترميمه. كما نفى ما تردد حول افتتاح المعبد في سبتمبر/أيلول المقبل.
وكانت وزارة الآثار، قد أكدت في بيانات سابقة، أن الترميم سيكون على نفقة الطائفة اليهودية، إذ ينص القانون رقم 117 لعام 1983 على أن المباني المدرجة بالآثار والمشغولة من قبل الغير إذا حدث لها أي شيء يكون الغير ملزماً بعمليات الإصلاح كاملة بسبب شغله المبنى.
ويعد معبد إلياهو حنابي، من أقدم المعابد اليهودية في الإسكندرية، وتأسس عام 1354، وتعرض إلى القصف على يد الحملة الفرنسية عندما أمر نابليون بونابرت، بقصفه لإقامة حاجز بين كوم الدكة والبحر. وأعيد بناء المعبد مرة أخرى في عهد أسرة محمد علي عام 1850. وهو من أشهر المعابد اليهودية، ويقع في شارع النبي دانيال وسط المحافظة، إضافة إلى معبد منسي الذي أسسه البارون يعقوب عام 1860 ويقع في محيط ميدان المنشية، ومعبد الياهو حزان بشارع فاطمة اليوسف بحي سبورتنج الذي أنشئ عام 1928، ومعبد جرين الذي شيدته عائلة جرين بحي محرم بك عام 1901. ويضاف إليها معبد يعقوب ساسون الذي أنشئ عام 1910 في جليم، ومعبد كاسترو الذي شيده موسى كاسترو عام 1920 بحي محرم بك، ومعبد نزاح إسرائيل الاشكنازي عام 1920، ومعبد شعار تفيله الذي أسسته عائلتا انزاراوت وشاربيه عام 1922 بحي كامب شيزار، هذا إلى جانب بعض المعابد التي هدمت واندثرت.