كما صرح غني بأن لديه "استراتيجية وبرامج لمواجهة أحوال غير متوقعة"، وأن الحكومة الأفغانية" بحثت مسبقا أبعاد ميزانية البلاد"، مشيدا في الوقت نفسه بدور الولايات المتحدة في مساندة القوات المسلحة، وحكومة أفغانستان، تحديدا من أجل مواجهة فيروس كورونا.
وذكر الرئيس الأفغاني أن الأهم للحكومة في الوقت الراهن الحفاظ على الوضع الصحي، والأسعار، وتقديم الخدمات للمواطنين، مع الحفاظ على أنظمة الديمقراطية في البلاد، و"هي لن تتأثر نتيجة خفض المساعدات الأميركية".
وحيال خلافاته مع منافسه عبد الله عبد الله، قال غني إنه مستعد لأن يشكل "حكومة شاملة لجميع الأطياف، ولكن ما يطلبه عبد الله مخالف للدستور، وهو: لن أكرر تجربة حكومات مشتركة وموزعة".
وقام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بزيارة مفاجئة إلى أفغانستان أمس الإثنين، من أجل التباحث بشأن الأزمة السياسية والعمل على التوافق التاريخي بين واشنطن و"طالبان" الذي وقع في الدوحة في 29 من فبراير/ شباط الماضي، ولكنه فشل في احتواء الأزمة وحل الخلافات بين غني وعبد الله.
وعقب الزيارة، أعلنت الخارجية الأميركية خفض المساعدات الأميركية لأفغانستان مليار دولار، وأنها مستعدة للقيام بخفض مماثل 2021، وذلك بسبب استمرار الأزمة السياسية بين الرئيسين أشرف غني وعبد الله عبد الله.
وأوضحت الخارجية الأميركية، في بيان، أن بومبيو زار كابول لاحتواء الأزمة بين غني وعبد الله، ولكن تلك المحاولة لم تنجح، وبالتالي فإن واشنطن تعلن خفض مساعداتها لكابول وإعادة النظر فيها، معربة عن أسفها لما وصفته بـ"فشل القادة الأفغان في تشكيل حكومة شاملة".
كذلك، شددت الخارجية الأميركية على أن الخلافات بين القيادة السياسية في أفغانستان تضرّ بالمصالح الأميركية، وهو ما أجبر واشنطن على اتخاذ الخطوة.
وعلى الصعيد العسكري، قال البيان الأميركي إن "واشنطن لن تساعد العمليات العسكرية التي تكون من أجل أهداف سياسية، ولا القيادة التي تأمر بإجراء مثل هذه العمليات، كما أنها لن تقبل فكرة الحكومات الموازية".
علاوة على هذا، ألقت الخارجية الأميركية باللوم على القيادات الأفغانية بسبب عدم تمكنها من تشكيل هيئة تفاوض شاملة مع "طالبان"، مشيرة إلى أن القيادة الأفغانية لو تمكنت من تشكيل حكومة شاملة لأمكنها العمل على الأمن والاستقرار والمضي قدما في عملية المصالحة، وحينها يمكن للولايات المتحدة أن تعيد النظر في قرارها الحالي.
وسبق أن قال مصدر مطلع في الحكومة الأفغانية، لـ"العربي الجديد"، إن بومبيو فشل في احتواء الأزمة بين الرئيس غني وبين منافسه عبد الله عبد الله، وذلك "بعد إصرار كل واحد منهما على موقفه".
وأكد غني، خلال لقائه بومبيو، على تشكيل حكومة تشمل جميع الأطياف الأفغانية، لكن عبد الله عبد الله أصر على استمرار حكومة الوحدة الوطنية، حيث يكون نصيبه خمسين في المائة، مع منصب رئيس للوزراء، غير أن غني رفض ذلك، وبالتالي فشل بومبيو في احتواء الأزمة بينهما.
وقبل زيارة بومبيو، حاول المبعوث الأميركي الخاص للمصالحة زلماي خليل زاد إطلاق عملية الإفراج عن معتقلي "طالبان" والحكومة وفق الاتفاق بين الحركة وواشنطن، كما حاول أيضا أن يجد حلا للخلافات بين الرئيس أشرف غني وبين منافسه، ولكن تلك الجهود لم تنجح.
إلى ذلك، التقى بومبيو في الدوحة نائب زعيم حركة "طالبان" وهو مسؤول المكتب السياسي للحركة في الدوحة الملا برادر أخوند، وناقش معه مستجدات التوافق بين الحركة وواشنطن.
في السياق، قال الناطق باسم المكتب السياسي لـ"طالبان" سهيل شاهين، في تغريدة على موقع "تويتر"، إن اللقاء ناقش تنفيذ اتفاق الدوحة لإحلال السلام في أفغانستان، والإفراج السريع عن الأسرى والسجناء، والشروع في مفاوضات بين الأطراف الأفغانية، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في أفغانستان، مؤكدا أن وزير الخارجية الأميركي أكد للملا برادر استمرار انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، كما جاء في الاتفاق الموقع بين واشنطن والحركة.