قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، اليوم السبت، إن "التوترات الخارجية لإيران قد ازدادت بشكل مصطنع"، داعياً وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى إعداد إستراتيجية لإزالة التوتر في علاقات إيران الدولية والإقليمية.
ووجه فلاحت بيشه، عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، اتهامات لشخصيات إيرانية لم يسمّها، بخلق الأزمات للبلاد، قائلاً إن "أفراداً يضعون إيران في بؤرة الأزمات والحروب من خلال مواقفهم، فلا ينبغي أن تخدعنا ظواهرهم، وتحوم حولهم شبهة التجسس".
وعلى صعيد متصل، رأى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، في مقابلة مع "نادي المراسلين الشباب"، اليوم السبت، أن بلاده "قد بالغت في الاعتماد على قدرة أوروبا، فهم (الأوروبيون) ضعفاء في حماية آليات مثل الاتفاق النووي".
وأضاف أن "أوروبا كانت بديلاً لإيران بعد الثورة وانقطاع علاقاتها مع أميركا، لكن تبين أن الأوروبيين لا يملكون القدرة على الإبقاء على الاتفاق النووي من دون أميركا".
وأكد حشمت الله فلاحت بيشه أن الآلية الأوروبية لدعم التجارة مع إيران (إنستكس)، والتي أسستها الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) في يناير الماضي، "دليل على التخبط الأوروبي"، موضحاً أن "الأوروبيين ينتظرون عودة العلاقات بين إيران وأميركا لكي يكون لهم موقع".
ولفت إلى وجود خلافات بين إيران وأوروبا حول طبيعة عمل هذه الآلية المالية، قائلاً إن "أوروبا تعتبر إنستكس أداة مؤقتة لتجاوز تطرف (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، لذلك هي آلية لحماية أوروبا وليس الاتفاق النووي، الأمر الذي لا يقنع الجمهورية الإسلامية".
وقال فلاحت بيشه إن "إنستكس كانت لها نتيجة ضئيلة، والجمهورية الإسلامية لا تراهن عليها إستراتيجياً"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الآلية "كانت لها آثار سياسية مهمة دولياً، في كونها أظهرت أن العالم يريد العلاقة مع إيران، ما يعني أن ترامب (الرئيس الأمريكي) معزول".
وأشار إلى وجود آليات مشابهة تتبعها إيران لمواصلة التجارة مع تركيا والعراق والهند وروسيا والصين، معتبراً أنها "ستحقق منافع ثنائية وتغطي أكبر قدر من التعاملات"، وأن نجاح هذه الآليات "يتوقف على تغلب الدول على ضعفها السياسي والاقتصادي والاعتماد على ذاتها".
وفي وقت سابق من شهر أبريل الحالي، انتقد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الأوروبيين، قائلاً "إنهم متأخرون جداً في تنفيذ تعهداتهم تجاه إيران".
وقال ظريف إن إيران "أسست في الأسبوع الماضي الشركة الشريكة لإنتكس (الآلية الأوروبية لدعم التجارة مع إيران)، بالتالي لا يوجد ما يتذرع به الأوروبيون لعدم تنفيذ التزاماتهم والبدء بالعمل وفقها".
وأضاف ظريف أن الآلية الأوروبية "هي خطوة أولية للأوروبيين، وهم قدموا لنا في أيار الماضي تعهدات بعد خروج أميركا من الاتفاق النووي"، مؤكداً أن "على الأوروبيين بذل الجهود لتنفيذ التزاماتهم، فهم متأخرون جداً، ولا ينبغي أن يتصوروا أن إيران ستنتظرهم".