أخلي رواد "ريتز كارلتون" أشهر الفنادق في الرياض، عقب إشعارهم بأنه يتوجب عليهم مغادرة الفندق بطلب من "جهات عليا" بحسب الخطابات التي أرسلت لنازلي الفندق، وذلك بالتزامن مع اعتقال 11 أميراً، و38 وزيراً ونائب وزير، بالإضافة لرجال أعمال، في حملة اعتقالات واسعة لم تشهد لها السعودية مثيلاً في السابق.
وجاء في نص الإشعار الذي عممه الفندق الفقرة التالية: "نظراً لظروف خارجة عن إرادتنا نود إحاطتكم بأنه يتعين علينا الموافقة على طلب الجهات العليا. وعليه يؤسفنا إبلاغكم بأن آخر وقت لتسجيل المغادرة سيكون الليلة عند الساعة 11 مساء. وللأسف لن نتمكن من منح أي طلبات تمديد بسبب الإجراءات الأمنية المشددة من قبل جهات عليا".
كما ألغيت عمليات الحجز عبر موقع الفندق الإلكتروني بشكل تام، وكذلك هو الحال مع المواقع السياحية مثل "اكسبيديا" و "بوكينغ".
ومن المتوقع أن يستضيف الفندق جميع من شملتهم الاتهامات من أمراء ورجال أعمال بعد موجة اعتقالات كبيرة، في سابقة تعد الأولى في تاريخ السعودية، ليتحول بذلك إلى سجن الأمراء.
ومن بين المعتقلين، وزير الحرس الوطني، الأمير متعب، النجل الأكبر للملك السابق عبد الله بن عبد العزيز، ورجل الأعمال الملياردير الوليد بن طلال، وأمير منطقة الرياض السابق تركي بن عبد الله، ووليد الإبراهيم، صاحب مؤسسة "إم بي سي" التلفزيونية، ومن الوزراء وزير المالية السابق، إبراهيم العساف، ووزير الاقتصاد عادل فقيه، هذا بالإضافة إلى رجال أعمال مثل صاحب قنوات "أوربت"، الشيخ صالح كامل، وولداه، وبكر بن لادن وعمر الدباغ.
ويرجح أن موقع الفندق الاستراتيجي (غرب الرياض) كان سببا رئيسيا في اختياره، حيث لا يمكن الوصول إليه إلا عبر طريق واحد، ويعتبر أقرب الفنادق إلى الديوان الملكي ويقع في منطقة محصنة أمنيا، حيث يوجد بها مجلس الشورى ومركز الملك عبد العزيز ويقابله من جهة الغرب الحي الدبلوماسي.
وهكذا سيكون "ريتز كارلتون" الذي يضم ما يقارب 500 حجرة بمثابة سجن جديد بدرجة 5 نجوم لمن تطاوله اتهامات الفساد، بعد أن كان أبرز الفنادق التي تستضيف أهم زائري العاصمة، بالإضافة إلى استضافته أغلب زيجات الطبقة الغنية، لاحتوائه على أكبر قاعات الاحتفالات في العاصمة.
وقبيل تحويل الفندق إلى سجن، كانت الإقامة الجبرية خيارا متبعا خصوصا في ما يتعلق بكبار الشخصيات، إلا أن الأمر أخذ منحى آخر مع اتساع دائرة الاتهام والأسماء المشمولة في هذا الصدد، مما ترتب عنه إجراءات جديدة لم تعهدها المملكة.
وفي السياق نفسه، يرجح المتتبعون للشأن السعودي أن تشمل القائمة أسماء أخرى في الفترة القادمة لتتسع معها دائرة الاتهام، ما يزيد التكهنات حول توقيتها وأسبابها.