أعلن مجلس محافظة نينوى اليوم الخميس، عن رفضه مشاركة مليشيا "الحشد الشعبي" في معارك الموصل المرتقبة، خشية "أعمال انتقامية طائفية" قد ترتكبها تلك القوات في الموصل، على غرار ما حصل في تكريت، وديالى، وجرف الصخر، بالإضافة إلى مناطق أخرى من البلاد، وذلك ضمن ردود الفعل الرافضة لإعلان رئيس الحكومة حيدر العبادي يوم أمس، مشاركة "الحشد" بمعركة تحرير الموصل.
وقال المتحدث باسم المجلس علي خضير، في مؤتمر صحافي بمدينة أربيل، اليوم الخميس، إن" أهالي الموصل مركز محافظة نينوى يرفضون مشاركة (الحشد الشعبي) في معارك الموصل خشية أعمال طائفية".
وأضاف خضير أن "الاستعدادات جارية للمعركة بمشاركة قيادة عمليات نينوى، والفرقة 15 من الجيش العراقي، فضلاً عن ثلاثة أفواج من الشرطة المحلية، وقوات البشمركة بغطاء من التحالف الدولي، لشن عملية عسكرية ضد تنظيم (داعش) في المدينة".
وبين أن "الجلسة المقبلة لمجلس محافظة نينوى، من المؤمل أن تشهد إصدار قرار يقضي برفض مشاركة (الحشد الشعبي) في معارك الموصل، تحسباً من تكرار الأحداث التي وقعت بعد معارك تكريت وبيجي والتي رافقتها أعمال نهب وسلب للممتلكات".
وربط المتحدث ذاته، تخوف أهالي الموصل من مشاركة "الحشد الشعبي"، بارتكاب "أعمال تنذر باندلاع أعمال عنف، والأهالي يتخوفون من دخوله برايات وأعلام طائفية".
وتابع خضير، أن "أهالي الموصل يرحبون بالجيش العراقي، لكنهم يرفضون في ذات الوقت مشاركة "الحشد" بما قد يؤدي إلى إثارة الأهالي".
اقرأ أيضاً: الجبوري يؤكد على ضرورة اشتراك العشائر العراقية بمواجهة "داعش"
يأتي ذلك في وقت عقد فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم الخميس، اجتماعاً موسعاً مع عدد كبير من القادة العسكريين في مجلس الوزراء للتباحث في الاستعدادات العسكرية لمعركة الموصل، حسب ما أعلنه بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء.
وذكر البيان، أن "الاجتماع تضمن مناقشة الخطط العسكرية الرامية لاستعادة الموصل من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بأقل الخسائر، وأقل عدد من الضحايا في صفوف القوات العراقية والمدنيين من أهالي الموصل".
وكشفت مصادر أمنية عراقية يوم أمس الأربعاء، عن وصول عشرات الآليات العسكرية الثقيلة إلى بلدة مخمور على مشارف مدينة الموصل شمالي البلاد.
وقالت المصادر ذاتها، إن "عشرات الآليات العسكرية التابعة للجيش العراقي محملة بالأسلحة الثقيلة، ومئات الجنود عبرت طريق محافظة كركوك (250 كيلومترا شمال العاصمة بغداد)، باتجاه قضاء الدبس (50 كيلومترا شمال غرب كركوك)، ومنه نحو بلدة مخمور (120 كيلومترا جنوب مدينة الموصل) حيث معسكر "تحرير الموصل" الذي تحتشد فيه القوات العراقية استعداداً للمعركة".
ويأتي رفض مشاركة "الحشد الشعبي" المدعوم من طرف إيران، والمكون من أكثر من 50 مليشيا مسلحة، من قبل حكومة الموصل المحلية في وقت طالب فيه سياسيون وشيوخ عشائر بضرورة منع مشاركته في معارك الموصل والأنبار، تحسباً من تكرار سيناريو تكريت وديالى وغيرهما.
ورغم كل تلك الدعوات الرافضة لمشاركته في معارك الموصل، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال استضافته في البرلمان العراقي عن مشاركة "الحشد الشعبي" في معارك الموصل.
اقرأ أيضاً: البشمركة تصادر معدات مسروقة من مصفاة بيجي بحوزة "الكردستاني"