وفي تطورات جديدة، علم "العربي الجديد" بصدور مجموعة قرارات صادرة عن مطار حميميم في الساحل السوري، أهمها توجيه قرارات لجميع فروع النظام الأمنية بإزالة الحواجز الأمنية داخل مدينة دمشق التابعة لسلطة اللجان الشعبية والدفاع الوطني والمليشيات الأخرى غير النظامية، وتسليمها للشرطة المدنية التابعة لوزارة الداخلية السورية، تحت إشراف الشرطة العسكرية الروسية.
كما صدر قرار بحل جميع المليشيات والعصابات التي كانت تعمل لصالح أفرع النظام والضباط الكبار، كسهيل الحسن المعروف بـ "النمر" وغيره.
ومن أبرز المجموعات التي قضى القرار بحلّها هي مليشيات الدفاع الوطني، ومجموعات أمن الفرقة الرابعة التابعة للفرقة الرابعة التي يترأسها ماهر الأسد شقيق بشار، ومجموعات مكافحة الإرهاب التابعة لفرع الأمن العسكري المركزي في دمشق، ومجموعات سهيل الحسن التابعة للواء جميل الحسن مسؤول المخابرات الجوية في سورية.
في ذات السياق، صدر قرار بإيقاف عمليات التطويع لتلك المليشيات جميعها، على أن يتم تخيير المتطوعين فيها بين تسوية أوضاعهم وتطويعهم في صفوف جيش النظام أو في صفوف (الفيلق الخامس اقتحام) بشكل رسمي، وذلك عبر عقود سنوية كمقاتلين مرتزقة، على أن تعمل هذه المليشيات تحت إدارة مشتركة سورية روسية، أو إنهاء عقودهم مع تلك المليشيات وعودتهم لحياتهم المدنية، شريطة أن لا يكونوا من المطلوبين لإحدى الخدمتين الإلزامية أو الاحتياطية.
كما أكدت مصادر مختلفة من المحافظات السورية، حلّ مليشيات أحمد الدرويش التابعة للمخابرات الجوية في حماة، وسحب جميع الأسلحة والسيارات من عناصره وسحب البطاقات الأمنية منهم.
كذلك، شمل القرار علي الشلّي، أحد متزعمي عصابات الخطف والقتل في الريف الغربي لحماة، الذي طُلب منه إزالة جميع الحواجز التابعة له في تلك المناطق وتسليم البطاقات الأمنية أيضاً، كما أن هذه الإجراءات بدأ تطبيقها على أكثر من مليشيا في حماة.
أما في حمص فقد تمّ حل ثلاث مليشيات، منها ما يُتبع لفرع الأمن العسكري، وطُلب منهم مراجعة الأفرع الأمنية لتسوية أوضاعهم الأمنية، حيث أن غالبية عناصر تلك المليشيات من المطلوبين لإحدى الخدمتين في جيش النظام.
وفي الساحل السوري، معقل مجموعات وعصابات النظام ومليشياته، فقد دهمت الشرطة العسكرية الروسية وبمساندة قوى من جيش النظام مزارع وأماكن تجمع "قوى صقور الصحراء" في اللاذقية وطرطوس، التي يترأسها أيمن جابر، بهدف تطبيق القرارات النافذة عن حل تلك المليشيات وضمها للقوات التي تعمل تحت كنف الشرطة العسكرية الروسية، ومصادرة أسلحتهم وعتادهم الثقيل.
وقال فهد، شاب من مدينة اللاذقية، إن اشتباكات جرت في أرياف اللاذقية وطرطوس بين عناصر الشرطة الروسية والأفرع الأمنية من جهة وعناصر مليشيات أيمن جابر من جهة أخرى، جراء سخطهم ورفضهم لتسليم سلاحهم وبطاقاتهم الأمنية أو عودتهم إلى جيش النظام، خوفاً من فقدان سلطتهم التي كانوا يملكونها، عندما كانوا يبتزّون أهالي الساحل السوري.
وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن "هنالك مخاوف لدى العناصر المتطوعة في مليشيات النظام في جميع المناطق السورية، وخاصة من المتخلفين عن تأدية إحدى الخدمتين في جيش النظام، حيث أنّهم وجدوا التطوع في تلك المليشيات ملاذاً آمناً لهم بدلاً عن الخدمة في جيش النظام والقتال على الجبهات الساخنة، إلّا أن هذه القرارات الجديدة ستعيدهم رغماً عنهم إلى جيش النظام وتحت سلطة روسية لإيقاف الوساطات الأمنية التي ربما تتدّخل في فرز تلك العناصر أو إرسالها إلى جبهة من الجبهات الساخنة التي ما زالت في سورية كريف حلب وإدلب".