وفي أول تصريح له رداً على العقوبات الجديدة، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي اليوم، إن "إيران ستبيع النفط، وستخرق العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها عليها"، فيما شدد وزير خارجيته محمد جواد ظريف، على أن الاتفاق النووي "صامد، رغم كل المساعي الأميركية الرامية لتخريبه"، معتبراً انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق "فضيحة"، ومشدداً على أنه "لا يمكن لطرف واحد فرض إملاءاته في الاتفاقيات التي تشمل أكثر من جهة".
بدوره، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، اليوم، أن العقوبات الأميركية الجديدة على قطاع النفط الإيراني جزء من حرب نفسية تشنها واشنطن على طهران، لكنها ستمنى بالفشل.
وقال قاسمي، خلال مؤتمر صحافي، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "مدمنة على فرض العقوبات... الضغط الاقتصادي الذي تمارسه أميركا على إيران لا طائل منه، وجزء من حربها النفسية على طهران".
وأكد المتحدث الإيراني أن حكومة بلاده على اتصال مع الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي، لافتاً إلى أن "إنشاء آلية لمواصلة التجارة مع الاتحاد الأوروبي رغم العقوبات سيستغرق وقتا".
وكان رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قد أكد، أمس الأحد، أن بلاده "لن تنسى موقف بعض دول المنطقة التي أيدت سلوك أميركا وإسرائيل".وأكد لاريجاني في تصريحات بالبرلمان أن الإيرانيين "سيثبتون للرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يمكن إخضاعهم".
أوروبا ترفض العقوبات
في أوروبا، قال بيير موسكوفيسي، مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي، اليوم، إن الاتحاد "يعارض قرار الولايات المتحدة بإعادة فرض العقوبات النفطية والمالية على إيران، وهو لا يوافق عليها"، معيداً الموقف الرسمي لبروكسل من الإلغاء الأميركي للاتفاق.
إسرائيل ترحب
أما إسرائيل، فقد رحبت، اليوم، بدخول الدفعة الثانية من العقوبات الاميركية على إيران حيّز التنفيذ. واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن إعادة فرض هذه العقوبات "يوجّه ضربة حاسمة لأنشطة إيران في المنطقة"، مضيفاً في بيان، أن "قرار الرئيس (دونالد) ترامب الجريء هو التغيير الجوهري الذي كان ينتظره الشرق الأوسط". وتابع وزير الدفاع الإسرائيلي أنه "بخطوة واحدة، وجّهت الولايات المتحدة ضربة حاسمة لترسّخ إيران في سورية ولبنان وغزة والعراق واليمن"، متوجها بالشكر إلى الرئيس الأميركي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وصف، أمس الأول السبت، قرار ترامب إعادة فرض عقوبات اقتصادية على ايران، بالمبادرة "التاريخية".
وبعد ستة أشهر من الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض حزمة أولى من العقوبات على طهران في أغسطس/آب الماضي، أعلنت الولايات المتحدة، اليوم، بدء سريان الدفعة الثانية من العقوبات، والتي تتركز على قطاعات الطاقة والتمويل والنقل البحري.
وتعني العقوبات منع كل الدول أو الكيانات أو الشركات الأجنبية من دخول الأسواق الأميركية في حال استمرت بشراء النفط الإيراني أو التعامل مع المصارف الإيرانية. وتهدف واشنطن من تلك العقوبات إلى تكثيف الضغط على طهران، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي الذي تم إبرامه مع إيران في عام 2015.