يتمسك الكثير من سكان الجنوب العراقي بالعادات والتقاليد الموروثة عن الآباء والأجداد. من بين تلك الموروثات الأكلات الشعبية التي تحرص معظم العائلات الجنوبية على تحضيرها وتقديمها، خاصة في اجتماع العائلة والمناسبات والأعياد الرسمية. على مدار السنة، يقبل سكان الجنوب على شراء السمك المجفف المعروف شعبياً بالمسموطة، في أيام الجمع والعطل، وفي فصل الشتاء، وخصوصاً في مناطق الأهوار والأرياف، هكذا يقول نعيم الشيباني، لـ"العربي الجديد"، والذي يعمل في بيع المواد الغذائية.
وأضاف: "الناس تشتري المسموطة المنتشرة كثيراً في مدننا، وهي أكلة متوارثة مثل الكثير من الأكلات الشعبية المنتشرة في جميع بلدان العالم. فقد استطاع سُكّان المحافظات الجنوبية الحفاظ على أكلة السمك المجفف، خاصة صبيحة عيد الفطر، لكنّهم أخفقوا في نقل هذا التقليد لباقي مدن البلاد في الوسط والشمال العراقي. كما تقوم بعض العوائل بإرسال المسموطة إلى أبنائها المغتربين في مختلف مدن العالم". ويتابع: "تختلف أسعار المسموطة، وذلك باختلاف أنواع السمك المجفف، وكذلك حسب الموسم إذا كان بمناسبة العيد أو في العطل الرسمية وأيام الجمع. منها ما يباع بسعر 10 آلاف دينار، أي حوالي 8 دولارات، ويصل أيضاً إلى 35 ألف دينار في بعض الأحيان، ومع ذلك يقبل الناس على شرائها".
أبو حارث، مدرس متقاعد من سكان محافظة ذي قار، يقول لـ"العربي الجديد": "في كل يوم جمعة، يجتمع أبنائي وبناتي وأحفادي في بيتي. في هذا التجمع العائلي المتوارث، نقوم بعمل أكلات شعبية تناسب هذا الاجتماع. أحيانًا نطبخ الباچة (الكوارع) أو الدولمة. وكثيراً من الأحيان نقوم بتحضير المسموطة، خاصة إذا كان صبيحة عيد الفطر المبارك، فهذا جزء من التقاليد المتوارثة. كما أنّ أكلة المسموطة، وعلى الرغم من تناقضها في وجبة الإفطار الصباحي، إذْ يحرص الناس على الفطور على وجود القيمر المحلي (القشطة)، إلا أنّ كثيرين يعتقدون أنّ المسموطة تعوض عن كمية الأملاح والطاقة التي يفقدها الصائم خلال شهر رمضان، حتى يفطر صبيحة العيد على أكل السمك المجفف الذي يقوي الجسم". ويختم حديثه: "إنّ إقبال الشباب على الأكلات الشعبية التراثية لا يزال بحالة جيدة، وخاصَّة الأسر التي تحرص على توريث أبنائها التقاليد التي اعتادت عليها وورثتها عن الأجداد. هذا الأمر يبشر بالخير، لأنّ هؤلاء الشباب سوف يحرصون مستقبلاً على نقل تلك الموروثات إلى أبنائهم وأحفادهم طالما أنهم حريصون على اتّباعها في مرحلة شبابهم".
من جهة أخرى، تقول أم عدي، لـ"العربي الجديد": "في المصموطة أو المسموطة، يتمّ تنظيف السمك ورشّ كمية كبيرة من الملح عليه، ويعلق على حبال في الظل، والبعض يعلقه تحت أشعّة الشمس حتى يجف بشكل تام لعدة أيام. بعدها تُباع في المحال التجارية، وهناك من يبحث عن أفضل أنواع المسموطة المحضرة من الأسماك البحرية، وهناك من يقومون بصنعه وتجفيفه في البيت. أمّا طريقة طبخه، فتختلف من عائلة إلى أخرى بحسب رغبة كل عائلة ومزاجها في الطبخ، حيث يتم غسل السمك وتقطيعه، ثم إعداد المواد التي تحتاج لتحضير المسموطة، كالزيت والماء والبصل والثوم والتوابل، وبعدها يتمّ وضعه على النار مع التوابل بحسب الرغبة، ويكون حساؤها باللون الأصفر. ثم تقدم مع الخبز الحار والمخللات والبصل الأخضر الطازج والتمر والراشي".
اقــرأ أيضاً
وتبين أم عدي التي تحرص على إعداد المسموطة صبيحة عيد الفطر، أنَّ هناك نوعاً آخر من المسموطة يسمى المهروثة، وهو نوع من الأسماك، يكون كبيراً، ويقطَع منه الرأس والذيل، وتستخرج منه العظام بعدها، ليتمّ إعداده بالطريقة التي تعد فيها المسموطة، مع إضافة القليل من خلاصة الطماطم، كما يقوم البعض بإضافة البامياء إليه.
وأضاف: "الناس تشتري المسموطة المنتشرة كثيراً في مدننا، وهي أكلة متوارثة مثل الكثير من الأكلات الشعبية المنتشرة في جميع بلدان العالم. فقد استطاع سُكّان المحافظات الجنوبية الحفاظ على أكلة السمك المجفف، خاصة صبيحة عيد الفطر، لكنّهم أخفقوا في نقل هذا التقليد لباقي مدن البلاد في الوسط والشمال العراقي. كما تقوم بعض العوائل بإرسال المسموطة إلى أبنائها المغتربين في مختلف مدن العالم". ويتابع: "تختلف أسعار المسموطة، وذلك باختلاف أنواع السمك المجفف، وكذلك حسب الموسم إذا كان بمناسبة العيد أو في العطل الرسمية وأيام الجمع. منها ما يباع بسعر 10 آلاف دينار، أي حوالي 8 دولارات، ويصل أيضاً إلى 35 ألف دينار في بعض الأحيان، ومع ذلك يقبل الناس على شرائها".
أبو حارث، مدرس متقاعد من سكان محافظة ذي قار، يقول لـ"العربي الجديد": "في كل يوم جمعة، يجتمع أبنائي وبناتي وأحفادي في بيتي. في هذا التجمع العائلي المتوارث، نقوم بعمل أكلات شعبية تناسب هذا الاجتماع. أحيانًا نطبخ الباچة (الكوارع) أو الدولمة. وكثيراً من الأحيان نقوم بتحضير المسموطة، خاصة إذا كان صبيحة عيد الفطر المبارك، فهذا جزء من التقاليد المتوارثة. كما أنّ أكلة المسموطة، وعلى الرغم من تناقضها في وجبة الإفطار الصباحي، إذْ يحرص الناس على الفطور على وجود القيمر المحلي (القشطة)، إلا أنّ كثيرين يعتقدون أنّ المسموطة تعوض عن كمية الأملاح والطاقة التي يفقدها الصائم خلال شهر رمضان، حتى يفطر صبيحة العيد على أكل السمك المجفف الذي يقوي الجسم". ويختم حديثه: "إنّ إقبال الشباب على الأكلات الشعبية التراثية لا يزال بحالة جيدة، وخاصَّة الأسر التي تحرص على توريث أبنائها التقاليد التي اعتادت عليها وورثتها عن الأجداد. هذا الأمر يبشر بالخير، لأنّ هؤلاء الشباب سوف يحرصون مستقبلاً على نقل تلك الموروثات إلى أبنائهم وأحفادهم طالما أنهم حريصون على اتّباعها في مرحلة شبابهم".
من جهة أخرى، تقول أم عدي، لـ"العربي الجديد": "في المصموطة أو المسموطة، يتمّ تنظيف السمك ورشّ كمية كبيرة من الملح عليه، ويعلق على حبال في الظل، والبعض يعلقه تحت أشعّة الشمس حتى يجف بشكل تام لعدة أيام. بعدها تُباع في المحال التجارية، وهناك من يبحث عن أفضل أنواع المسموطة المحضرة من الأسماك البحرية، وهناك من يقومون بصنعه وتجفيفه في البيت. أمّا طريقة طبخه، فتختلف من عائلة إلى أخرى بحسب رغبة كل عائلة ومزاجها في الطبخ، حيث يتم غسل السمك وتقطيعه، ثم إعداد المواد التي تحتاج لتحضير المسموطة، كالزيت والماء والبصل والثوم والتوابل، وبعدها يتمّ وضعه على النار مع التوابل بحسب الرغبة، ويكون حساؤها باللون الأصفر. ثم تقدم مع الخبز الحار والمخللات والبصل الأخضر الطازج والتمر والراشي".
وتبين أم عدي التي تحرص على إعداد المسموطة صبيحة عيد الفطر، أنَّ هناك نوعاً آخر من المسموطة يسمى المهروثة، وهو نوع من الأسماك، يكون كبيراً، ويقطَع منه الرأس والذيل، وتستخرج منه العظام بعدها، ليتمّ إعداده بالطريقة التي تعد فيها المسموطة، مع إضافة القليل من خلاصة الطماطم، كما يقوم البعض بإضافة البامياء إليه.