يستمع الناس منذ آلاف السنين، ويستمتعون بزقزقة العصافير وغنائها، باعتبارها واحداً من أكثر الأصوات روعة في الطبيعة. وعلى مدى بضعة قرون، كان الباحثون يبحثون ويحللون في هذه الزقزقة، وبعضهم ربط هذه "الموسيقى" بسلوك هذه الطيور. وفي منتصف القرن السابع عشر، على سبيل المثال، كتب العالم الألماني أثناسيوس كيرشر، زقزقة بعض الطيور باستخدام النوتة الموسيقية. طبعًا هذا بغضّ النظر عما إذا كانت تلك الطيور تسمع صوت زقزقتها بحسّ موسيقي أو لا. ولكن هذا الموضوع لا يزال حتى يومنا هذا مثيراً للجدل، إذْ يختلف الناس حول صحّة تسمية زقزقة العصافير بالموسيقى أو بالأغاني.
في جميع أنحاء المملكة الحيوانية، تصدر العديد من الحيوانات غير الطائرة أيضًا أصواتًا، تُدرسُ أحيانًا باستخدام مفردات موسيقية. وأكثر موسيقى شبيهة بموسيقى الإنسان في عالم الحيوان، هي تلك التي ينتجها الحوت الأحدب الذكر، إذْ يصدر أغاني معقدة ذات هياكل تشبه إلى حد كبير التوزيعات الموسيقية البشرية، التي تتكون من سلاسل من الألحان وتكرار لـ"عبارات النهاية" الشبيهة بالقوافي في كلمات الأغاني. وتغني الضفادع والصراصير في جوقات جماعية في ليالي الصيف الدافئة في أنحاء متفرقة حول العالم. ومع ذلك، فإن صرامة معايير اكتساب سمة "الأغنية" تختلف من نوع إلى آخر. فمثلًا لدى الطيور والحيتان والفئران وحتى الخفافيش، ذخيرة صوتية تتضمن بعض الأغاني والنداءات القليلة، بينما تنتج الحشرات والأسماك أصواتًا بغرض التواصل. والبعض يقولون إن هذه الأصوات قد تسمى "غناءً"، على الرغم من أنه لا يوجد أي عالم قاربَ بين أصوات هذه الكائنات، وبين صوت زقزقة العصافير وغنائها.
وللحديث عن أحد الأنواع التي تغني، فإن الفئران لديها القدرة على الغناء، وعلى تعلم الغناء أيضًا عبر الاستماع إلى الفئران الأخرى. كان يُعتقد في الماضي أن البشر والطيور المغردة والببغاوات والطيور الطنانة، فقط هي القادرة على تعلم الأصوات، ولكن دراسة منشورة في مجلة PLOS لعام 2012، أشارت إلى أن "الفئران لديها قدرات دماغية محدودة من صفات الدماغ وسلوك تعلم الأصوات، مثل تلك الموجودة عند البشر لتعلم الكلام وعند الطيور لتعلم الغناء"، كما شرح عالم الأحياء العصبية في جامعة "ديوك إريك غارفيس" في مجلة "ساينس دايلي".
ركّزت الدراسة على الأصوات ما فوق الصوتية، التي تصنعها ذكور الفئران عندما تخاطب إناثها. ووجد الباحثون أن أصواتها تحتوي على بعض الملامح المشابهة لأصوات الطيور القادرة على تعلم الأغاني. في حين أنه كان من المفترض أن الفئران تفتقر إلى هياكل الدماغ التي تسمح لها بتعلم كيفية تغيير الأصوات التي تصنعها، وأنها تنتج الأصوات بالفطرة فقط.
ووجد جارفيس وزملاؤه، أن منطقة معينة من دماغ الفأر، منطقة القشرة الحركية، تنشط عندما تبدأ هذه الفئران بالغناء. هذه المنطقة تعمل في الواقع بشكل مباشر على زرع الخلايا العصبية الحركية الصوتية، وهي ضرورية للحفاظ على القوالب النمطية كما هي.
وبعيدًا عن علم الدلالة، فإن المزيد من إشارات اتصال الحيوان النغمية تجذب انتباه الباحثين. لقد مكنتنا التطورات التكنولوجية من دراسة نداءات الفئران والخفافيش التي تبث في نطاق الموجات ما فوق الصوتية، فضلاً عن أغاني الحب لذباب الفاكهة التي تهتزّ أجنحتها لإنتاج الصوت ضمن نطاق تردد السمع البشري، ولكنها تحرك أجنحتها بهدوء للدرجة التي لا تستطيع آذاننا سماعها.
في جميع أنحاء المملكة الحيوانية، تصدر العديد من الحيوانات غير الطائرة أيضًا أصواتًا، تُدرسُ أحيانًا باستخدام مفردات موسيقية. وأكثر موسيقى شبيهة بموسيقى الإنسان في عالم الحيوان، هي تلك التي ينتجها الحوت الأحدب الذكر، إذْ يصدر أغاني معقدة ذات هياكل تشبه إلى حد كبير التوزيعات الموسيقية البشرية، التي تتكون من سلاسل من الألحان وتكرار لـ"عبارات النهاية" الشبيهة بالقوافي في كلمات الأغاني. وتغني الضفادع والصراصير في جوقات جماعية في ليالي الصيف الدافئة في أنحاء متفرقة حول العالم. ومع ذلك، فإن صرامة معايير اكتساب سمة "الأغنية" تختلف من نوع إلى آخر. فمثلًا لدى الطيور والحيتان والفئران وحتى الخفافيش، ذخيرة صوتية تتضمن بعض الأغاني والنداءات القليلة، بينما تنتج الحشرات والأسماك أصواتًا بغرض التواصل. والبعض يقولون إن هذه الأصوات قد تسمى "غناءً"، على الرغم من أنه لا يوجد أي عالم قاربَ بين أصوات هذه الكائنات، وبين صوت زقزقة العصافير وغنائها.
وللحديث عن أحد الأنواع التي تغني، فإن الفئران لديها القدرة على الغناء، وعلى تعلم الغناء أيضًا عبر الاستماع إلى الفئران الأخرى. كان يُعتقد في الماضي أن البشر والطيور المغردة والببغاوات والطيور الطنانة، فقط هي القادرة على تعلم الأصوات، ولكن دراسة منشورة في مجلة PLOS لعام 2012، أشارت إلى أن "الفئران لديها قدرات دماغية محدودة من صفات الدماغ وسلوك تعلم الأصوات، مثل تلك الموجودة عند البشر لتعلم الكلام وعند الطيور لتعلم الغناء"، كما شرح عالم الأحياء العصبية في جامعة "ديوك إريك غارفيس" في مجلة "ساينس دايلي".
ركّزت الدراسة على الأصوات ما فوق الصوتية، التي تصنعها ذكور الفئران عندما تخاطب إناثها. ووجد الباحثون أن أصواتها تحتوي على بعض الملامح المشابهة لأصوات الطيور القادرة على تعلم الأغاني. في حين أنه كان من المفترض أن الفئران تفتقر إلى هياكل الدماغ التي تسمح لها بتعلم كيفية تغيير الأصوات التي تصنعها، وأنها تنتج الأصوات بالفطرة فقط.
ووجد جارفيس وزملاؤه، أن منطقة معينة من دماغ الفأر، منطقة القشرة الحركية، تنشط عندما تبدأ هذه الفئران بالغناء. هذه المنطقة تعمل في الواقع بشكل مباشر على زرع الخلايا العصبية الحركية الصوتية، وهي ضرورية للحفاظ على القوالب النمطية كما هي.
وبعيدًا عن علم الدلالة، فإن المزيد من إشارات اتصال الحيوان النغمية تجذب انتباه الباحثين. لقد مكنتنا التطورات التكنولوجية من دراسة نداءات الفئران والخفافيش التي تبث في نطاق الموجات ما فوق الصوتية، فضلاً عن أغاني الحب لذباب الفاكهة التي تهتزّ أجنحتها لإنتاج الصوت ضمن نطاق تردد السمع البشري، ولكنها تحرك أجنحتها بهدوء للدرجة التي لا تستطيع آذاننا سماعها.