تشير الأبحاث في علم نفس الطعام، إلى أنّ وفرة الطعام على المائدة، حتى لو كان معداً لعدد أقل من الأشخاص الموجودين، لن تجعل عدم كفايته مصدر قلق، لأنّ مظهر الأطباق الضخمة المتعددة على الطاولة، سيخلق هالة من السعادة تعطي شعوراً بالشبع بمجرد النظر إليه، ولأنّ كثرة الأشخاص ستشجعهم على المشاركة، فلماذا أصبحنا نأكل في أطباق صغيرة وعلى دفعات؟
كانت طريقة تقديم الطعام الفرنسية سائدة في بريطانيا قبل القرن الـ19، وتتضمن تقديم كل الأطباق دفعة واحدة، قبل أن تحلّ مكانها الطريقة الروسية، التي تتضمن تقديم الطعام على دفعات (ما بين 6 إلى 30 دفعة)، والتي زادت احتمالية عدم حصول كل شخص على حاجته من الطعام، إلا في حال تقديم كمية كبيرة من كل طبق منذ البداية، وفقاً لموقع "ذا غارديان".
وللطريقة الروسية فائدتان: الأولى أنها تضمن أن يكون الطبق ساخناً في أثناء تناوله، والثانية أنها تُظهر ثراء المضيف بسبب الحاجة لعدد كبير من الخدم، ويمكنك رؤية أثرها في قائمة الطعام الحديثة، التي تتضمن تقديم الطعام على 3 دفعات، المقبّلات والوجبة الرئيسية والتحلية.
وعلى الرغم من انتشار طريقة تقديم الطعام الروسية في القرن الـ19، بسبب تنوع الأطباق وبذخ الأرستقراطيين الروس، إلا أنها عززت ثقافة هدر الطعام والفردية وعدم المشاركة، وتلتها الخدمة الإسبانية في أواخر القرن الماضي مع ابتكار المقبلات، التي تقدم للناس حرية الحصول على الطعام في أطباق صغيرة، ثم طلب المزيد إن رغبوا، وبالتالي التشارك معاً في جميع الوجبات.
لكنّ الطريقة الإسبانية لم تكن نكوصاً نحو الطريقة الفرنسية التي كانت سائدة في القرن الـ18، نظراً لأنّ الأطباق صغيرة بشكل متعمد، بحيث يكلف عدد منها المبلغ ذاته الذي يكلفه طبق كبير، ولكن مجموع أحجامها ليس بحجمه. فهل يشهد عام 2020 عودة إلى طريقة الخدمة الأصلية، بأطباق كبيرة؟