تتخبط الساحة الفنية السورية في ضوء قرارات إدارية وتغييرات تعسفية بين ساعة وضحاها. فعقب قرار تأجيل الدورة البرامجية للتلفزيون السوري لشهرين كاملين، شهدت الأيام الماضية حالة صدام بين الفنان أيمن زيدان، ومؤسسة الإنتاج الحكومي، في ما يبدو أنها رؤية ليست بالجديدة في التعامل، تقوم على الإلغائية، وتقديم صكوك الولاء مرة أخرى.
نقداً لسياسة الفلترة المتبعة من قبل مؤسسة الإنتاج التلفزيوني في دمشق، هاجم الفنان السوري، أيمن زيدان، المؤسسة على صفحتها الرسمية في موقع "فيسبوك"، متجهاً بالنقد لقيام المؤسسة بتعديل شارات أعمال درامية ليست من إنتاجها، فضلاً عن إغفال أسماء صناع كبار في هذه الأعمال، حيث علق زيدان: "إذا كانت الحقوق المعنوية للفنانين والتقنيين لا تعني مؤسسة يفترض أنها مختصة بالصناعة الفنية، فعلى مؤسسات كهذه السلام". الرد جاء سريعاً من المؤسسة بعدم الحاجة لإثارة القضية في الوقت الراهن، وقد مر على إصدار القرار عدة سنوات، تزامناً مع سياسة الإقصاء التي يتبعها النظام السوري ضد كل من رفع الصوت ضده.
الردود استمرت، حيث عقب زيدان على رد المؤسسة بأنه وقف ضد القرار منذ صدوره، وأن المشكلة ليست في إثارة الموضوع، بل في الحفاظ على حق السوري الذي ساهم بإنجاز دراما متميزة قبل وجود المؤسسة حتى، حسب كلام زيدان. قابلت المؤسسة كلام أيمن بصيغة رسمية جافة، حيث طلبت مخاطبتها بشكل تقليدي وفق الأصول المتبعة لذلك، فزجَّت وجهة نظر أيمن في أتون "نظرية المؤامرة" المتّبعة من قبل جميع مؤسسات النظام.
اقــرأ أيضاً
انتقل النقاش ليأخذ صيغة المنشورات الخاصة لزيدان على صفحته، مستغرباً طريقة الرد ومستوى الكلام الموجه إليه، حيث نشر مقطعاً لردّ خاص من قبل المؤسسة على تعليقه جاء فيه: "من يعرف الحق يتكلم بالحق ولا ينتزع حقه إن كان له بالباطل". "تباً وسخفاً"، جاء رد أيمن طالباً من المؤسسة الاعتذار على منطق التعاطي معه بهذه الطريقة، خاصة أنَّه ليس بمطلب شخصي، بل يصب في صالح تاريخ الدراما وجهود العاملين بها. مناشداً وزير الإعلام التدخل تجاه طبيعة رد المؤسسة على كلامه.
لتأتي الساعات القادمة حاملةً شكرا قدمه زيدان لكل من وقف جنبه من أصحاب المواقف الجدية على حد وصفه، ضمن حل وصفه بالصيغة المرضية التي يفترض أن تحل بها المشكلة. وكان الحل بأن نشرت المؤسسة منشوراً يحمل توقيع مديرها العام، زياد الريس، تطالب فيه من وصفتهم بـ"القامات الفنية الكبيرة"، بتزويد المؤسسة بالشارات القديمة لعدم وجودها في الأرشيف على حد زعمها، ما يحفظ الحقوق المعنوية للمشاركين. وختمت المؤسسة المنشور بتنويه عدم حذفها أو إضافة شيء لهذه الأعمال.
اقــرأ أيضاً
فهل تحرك زيدان فقط بعد الإساءة لعمله "أخوة التراب" ووضع اسمه في نهاية الشارة عقب ملاحظة الكاتب حسن م. يوسف (وهو مؤيّد أيضاً لنظام الأسد) لهذا التعديل الذي وصفه بالعبث؟ إذ كشف حذف اسمه من النسخة المعدلة كسيناريست للمسلسل، ما يعني أن نجم مسلسل "بطل من هذا الزمان" لم يتحرك نتيجة منع عرض عشرات المسلسلات على الشاشات السورية لاحتوائها أسماء فنانين معارضين، ولم يعترض على حذف مقاطع ومشاهد كاملة من مسلسلات ثانية، وحتى لم يرفع الصوت عالياً أمام الشارات المعدلة لتصبح مفلترة تناسب رؤية النظام ومفاهيمه "الوطنية".
فإذا كان قد تحرك من منطلق فردي بحت، فهل هذا تحريك قشة في المياه الراكدة، أم أنَّها خطوة ليست الأولى لإظهار استماع السلطة لنداءات المثقفين كإيهام لحرية إعلامية في بلد أولى نكباته تتمثل في غياب المناخ الحر فيه.
نقداً لسياسة الفلترة المتبعة من قبل مؤسسة الإنتاج التلفزيوني في دمشق، هاجم الفنان السوري، أيمن زيدان، المؤسسة على صفحتها الرسمية في موقع "فيسبوك"، متجهاً بالنقد لقيام المؤسسة بتعديل شارات أعمال درامية ليست من إنتاجها، فضلاً عن إغفال أسماء صناع كبار في هذه الأعمال، حيث علق زيدان: "إذا كانت الحقوق المعنوية للفنانين والتقنيين لا تعني مؤسسة يفترض أنها مختصة بالصناعة الفنية، فعلى مؤسسات كهذه السلام". الرد جاء سريعاً من المؤسسة بعدم الحاجة لإثارة القضية في الوقت الراهن، وقد مر على إصدار القرار عدة سنوات، تزامناً مع سياسة الإقصاء التي يتبعها النظام السوري ضد كل من رفع الصوت ضده.
الردود استمرت، حيث عقب زيدان على رد المؤسسة بأنه وقف ضد القرار منذ صدوره، وأن المشكلة ليست في إثارة الموضوع، بل في الحفاظ على حق السوري الذي ساهم بإنجاز دراما متميزة قبل وجود المؤسسة حتى، حسب كلام زيدان. قابلت المؤسسة كلام أيمن بصيغة رسمية جافة، حيث طلبت مخاطبتها بشكل تقليدي وفق الأصول المتبعة لذلك، فزجَّت وجهة نظر أيمن في أتون "نظرية المؤامرة" المتّبعة من قبل جميع مؤسسات النظام.
انتقل النقاش ليأخذ صيغة المنشورات الخاصة لزيدان على صفحته، مستغرباً طريقة الرد ومستوى الكلام الموجه إليه، حيث نشر مقطعاً لردّ خاص من قبل المؤسسة على تعليقه جاء فيه: "من يعرف الحق يتكلم بالحق ولا ينتزع حقه إن كان له بالباطل". "تباً وسخفاً"، جاء رد أيمن طالباً من المؤسسة الاعتذار على منطق التعاطي معه بهذه الطريقة، خاصة أنَّه ليس بمطلب شخصي، بل يصب في صالح تاريخ الدراما وجهود العاملين بها. مناشداً وزير الإعلام التدخل تجاه طبيعة رد المؤسسة على كلامه.
لتأتي الساعات القادمة حاملةً شكرا قدمه زيدان لكل من وقف جنبه من أصحاب المواقف الجدية على حد وصفه، ضمن حل وصفه بالصيغة المرضية التي يفترض أن تحل بها المشكلة. وكان الحل بأن نشرت المؤسسة منشوراً يحمل توقيع مديرها العام، زياد الريس، تطالب فيه من وصفتهم بـ"القامات الفنية الكبيرة"، بتزويد المؤسسة بالشارات القديمة لعدم وجودها في الأرشيف على حد زعمها، ما يحفظ الحقوق المعنوية للمشاركين. وختمت المؤسسة المنشور بتنويه عدم حذفها أو إضافة شيء لهذه الأعمال.
فهل تحرك زيدان فقط بعد الإساءة لعمله "أخوة التراب" ووضع اسمه في نهاية الشارة عقب ملاحظة الكاتب حسن م. يوسف (وهو مؤيّد أيضاً لنظام الأسد) لهذا التعديل الذي وصفه بالعبث؟ إذ كشف حذف اسمه من النسخة المعدلة كسيناريست للمسلسل، ما يعني أن نجم مسلسل "بطل من هذا الزمان" لم يتحرك نتيجة منع عرض عشرات المسلسلات على الشاشات السورية لاحتوائها أسماء فنانين معارضين، ولم يعترض على حذف مقاطع ومشاهد كاملة من مسلسلات ثانية، وحتى لم يرفع الصوت عالياً أمام الشارات المعدلة لتصبح مفلترة تناسب رؤية النظام ومفاهيمه "الوطنية".
فإذا كان قد تحرك من منطلق فردي بحت، فهل هذا تحريك قشة في المياه الراكدة، أم أنَّها خطوة ليست الأولى لإظهار استماع السلطة لنداءات المثقفين كإيهام لحرية إعلامية في بلد أولى نكباته تتمثل في غياب المناخ الحر فيه.