صباح يوم السبت، وضع الموت حداً للصراع الطويل الذي عاشته الفنانة الفلسطينية ريم بنّا مع مرض السرطان. تناقل هذا الخبر عدد كبير من وسائل الإعلام العربية والعالمية، بسبب الشهرة الكبيرة التي تحظى بها بنا، والتي تتخطى حدود الأرض المحتلة؛ لكن هذا الخبر كان له وقع بالنسبة لوسائل الإعلام التابعة للنظام السوري، حيث تسبب نشر الخبر بموجة انتقادات عارمة على الصفحات الإعلامية الداعمة للنظام السوري على "فيسبوك"، كما تسبب بإيقاف المسيرة المهنية لكل الإعلاميين الذين ساهموا بنشر الخبر. وذلك بسبب دعم بنا للثورة السورية، ومهاجمتها العلنية لرأس النظام السوري بشار الأسد.
فمنذ يومين نعت قناة "سما" الفضائية ريم بنا خلال برنامج "لوغ إن"، كما قامت بذلك أيضاً جريدة "البعث" الرسمية، حيث قامت الجريدة التي تعتبر المنبر الإعلامي الرسمي لحزب البعث الحاكم في سوري بنعي بنا في صحيفتها الورقية وعلى موقها الإلكتروني؛ لكن موجة الانتقادات التي شنتها صفحات المؤيدين ضد "سما" و"البعث" أرغمتهم على تدارك الأمر، فقامت قناة "سما" الفضائية بفصل مدير القناة محمد كفرسوساني ومعد ومقدم برنامج "لوغ إن" عبد الله الحلاق، في حين أن صحيفة البعث اكتفت بحذف الخبر المنشور على موقعها الإلكتروني.
أغلب الظن أن الأخبار التي تسربت لمنصات إعلام النظام، لم تنشر بداعي التمرد أو التغيير، بل لأنه جاء بسبب اختلاط للمفاهيم، فعادةً ما يولي إعلام النظام السوري "الممانع" أهمية خاصة لكل ما يخص القضية الفلسطينية، فمر الخبر بسبب جهل القائمين على هذه المنصات بمواقف بنا المعادية للأسد، وبوصفه يتماشى مع القضية الفلسطينية المحببة لإعلام النظام.
وأما فيما يخص المبالغة بردة الفعل التي قامت بها قناة "سما" الفضائية، فيبدو أنها تعود إلى رغبة مالك القناة، محمد حمشو، لتلميع صورته أمام جماهير النظام، حيث رافق تداول الخبر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ "شكراً محمد حمشو"؛ إذ يبدو حمشو يسعى جاهداً لاستعادة مكانته الإعلامية بعد أن تزعزت إثر انتقاده لسياسة النظام القائمة على التجنيد الإجباري العام الماضي في اجتماع غرفة التجارة، وبعد أن أشيعت أخبار عن دفعه مبالغ طائلة للجيش الحر ليحمي مصالحه في الغوطة.