ويؤكد الممثل داود حسين أن انتشار الفضائيات ساهم في وصول اللهجة الخليجية إلى الجمهور العربي بسهولة، مضيفا: معظم مخرجينا الخليجيين تتلمذوا على يد أمهر المخرجين العرب، وبات المنتج الخليجي مقتنعا بتقديم أعمال معاصرة، تعكس هموم المجتمع الخليجي، ما دفع الناس لمتابعة هكذا أعمال بحثا عن شخصيات تشبههم.
وكشف حسين أن سبب فورة الدراما الخليجية، يعود بالأساس للساحة الفنية الكويتية التي تنتج ما لا يقل عن 15 عملا دراميا سنويا بمشاركة خليجية واسعة.
واتفق الممثل الكويتي شهاب جوهر مع حسين أن الطفرة الإنتاجية الخليجية، جاءت بسبب توفر المنتج الواعي لأهمية الفن والثقافة في تاريخ أي شعب، مضيفا: أي عمل درامي يُنفذ على قدر عال من الإمكانات الإنتاجية، فضلا عن تميز الفكرة والقصة والسيناريو، وحتى أماكن التصوير والأبطال؛ بات يحقق نجاحا كبيرا وانتشارا عربيا مهما، فأصبحت أعمالنا تنافس الألوان الدرامية الأخرى وفي مقدمتها الدراما المصرية والسورية.
واعتبر جوهر أن انتشار ثلاثة ألوان من الدراما العربية على محيط الوطن العربي، يساهم كثيرا في التخفيف من المد الخطير للأعمال المدبلجة، لما تحتويه من مشاهد وأفكار غير أخلاقية أحيانا، ولا تناسب عادتنا وتقاليدنا العربية أيضا.
وأوضح الممثل السعودي فايز المالكي أن البنية التحتية المتاحة في دولة الكويت، من معاهد ومسارح وكوادر وإمكانات متوفرة منذ عشرات السنين، ساهمت في نبوغ الدراما الكويتية وتميزها، مضيفا: في الكويت، لديهم مئات المنتجين والكتاب والمخرجين والممثلين، ولديهم أيضا الجهات الحكومية التي تدعم وتذلل الصعاب أمامهم؛ لذا فالإنتاج الكويتي دراميا وفنيا متكامل، ويلبي جميع المتطلبات الفنية المطلوبة لنجاح أي عمل فني، لذلك هم متقدمون خليجيا بمراحل ومنافسون حقيقيون عربيا، وهذا ما ينعكس بالتالي على جودة الدراما الخليجية بشكل عام، نظرا للتمازج الخليجي في هذه الأعمال.
بدورها رأت الممثلة والمنتجة الكويتية هدى حسين، أن الاتفاق الذي جمع منتجي الدراما الخليجية ومعظم القنوات الفضائية المنتجة، على جمع الفنانين الخليجيين في أعمال درامية بالفنان الكويتي، أعطى رونقا أكبر للأعمال الدرامية الخليجية وسهل من تبادل الخبرات بينهم، بحيث أعطى هذا التمازج رصيدا إضافيا للفنان الآخر بوجوده مع الفنان الكويتي، بناء على شهرته وخبرته والأعمال التي قدمها.
وبينت حسين "من وجهة نظرها كمنتجة"، أن الإنتاج السخي و"مواقع التصوير" والإبهار في ملابس الممثلين، كانت من عوامل الجذب الأساسية لعدد كبير من أعمال الدراما الخليجية، مستدركة: كل ذلك يتم توظيفه بعناية وحسب موضوع وقصة العمل دون إقحام، وهذا يؤكد أن قصة العمل وطريقة طرحه والسيناريو والإخراج، فضلا عن أداء الممثلين؛ عناصر أساسية في نهضة الدراما الخليجية.
بدوره قال المخرج الأردني محمود الدوايمة، والذي قدم عدة أعمال خليجية آخرها "الجدة لولوة" مع الفنانة حياة الفهد، أن توفر الإمكانات اللوجستية وتكامل عناصر الإنتاج، فضلا عن الاحترافية في التعامل واحترام كل شخص مهنته التي وجد لأجلها، عوامل ساعدت في انتشار الدراما الخليجة عربيا انطلاقا من دولة الكويت، مضيفا: هناك اختصاص لكل فرد في طاقم أي عمل يقدم، أيضا قوة القصة وأهمية الأبطال، ويجب التنبية لشيء مهم، وهو أن الكويت فيها انفتاح حضاري ودرامي وفني، سبق الدول المجاورة لها بسنوات عديدة.
اقرأ أيضاً:
ثنائيات الدراما الخليجية: هواجس الفنانين الفردية تقتل سر نجوميتهم
المخرجات الخليجيات.. أين هنّ من الدراما؟
الدراما الخليجية تشهد صعود "النجم الأوحد"